هل تدحرجت العلاقة بين بكركي وبعبدا من العتب الى الانتقاد؟…مرسال الترس

يكاد المراقبون أن يجمعوا على أن العلاقة بين الصرح البطريركي الماروني في بكركي والقصر الجمهوري في بعبدا قد تدحرجت منذ سنتين من عدم الرضى الى العتب لتحط رحالها مؤخراً في خانة الانتقاد التي لا يستسيغها عهد الرئيس العماد ميشال عون كثيراً.

فالى جانب انتقاده العديد من الخطوات الاجتماعية التي تبنتها الدولة ولاسيما الاقامة الدائمة مقابل شراء شقة، أو التسهيلات التي أُدخلت على تملك الاجانب، او قانون التجنيس الاخير، او زراعة الحشيشة… فقد لوحظ أن مواقف البطريرك الراعي يرتفع منسوبها تدرجاً من العتب على عدم الاسراع في بت القضايا المعيشية العالقة ولاسيما الكهرباء والنفايات وأقساط المدارس، وعدم محاربة الفساد بخطوات عملية وملموسة. الى التركيز في عظاته الاخيرة على عدم الثقة القائمة بين الشعب والمسؤولين حيث يقول في إحداها :″ننتظر من العهد الجديد أن يحافظ على الثقة الداخليّة والخارجيّة بالدولة اللبنانية، وأن يبحث عن ذوي الكفاءة والنزاهة والتجرّد للتعاون معهم، من أجل محاربة الفساد والرشوة وهدر المال العام″!

ويقول في عظة أخرى:إن أوّل ثقة مطلوبة إنّما هي الثقة بالحكّام والمسؤولين أنفسهم، التي تأتي من خلال شفافيّتهم وتجرّدهم وحماية المؤسّسات العامّة والقضاء من تدخّلهم فيها، وتدخُّل السياسيّين لمصالحهم الخاصّة، ومن تجنُّبهم المحسوبيات في التعيين والتبديل، ومن عدم السقوط في واقع التغيير من أجل التغيير دونما اعتبار للاستقرار الإيجابي المطلوب حيث يلزم في الظروف الراهنة.

   ويضيف في عظة أحدٍ آخر:نستنكر الافراط في استعمال السلطة السياسية، استبداداً أو ظلماً أو إستيلاءً على المال العام، أو وسيلة لمكاسب ومغانم وأرباح غير مشروعة… ونستنكر إهمال الإقتصاد، عصب البلاد، في كل قطاعاته، وبالتالي إفقار الشعب…ونعلن أن الشعب اللبناني فقد الثقة بالسلطة السياسية اليوم أكثر من الأمس. مذكراً بان الدولة ليست ملك أحد، بل أصحاب السلطة مؤتمنون عليها وموكلون، والمطلوب من الوكيل أن يكون “أمينا وحكيما!  

 صحيح ان البطريرك الراعي لم يرش الزهور يوماً على عهد الرئيس عون، ولكنه كان يبطّن عبارات عظاته  بالتوجيه… ثم انتقل الى العتب، الا أنه منذ فترة بدأ برفع الوتيرة الى حد الانتقاد شبه المباشر، الامر الذي دفع أوساط ذات وزن في التيار الوطني الحر الى دعوة سيد بكركي لعدم خلع عباءته الدينية، والخوض في غمار الانتقاد السياسي ليصبح موسوماً بالوقوف الى جانب فريق دون آخر، ويدفعه الى زج البطريركية ونفسه في سراديب السياسة التي لا ترحم، مما قد يعرضه للانتقاد هو أيضاً!

وما لم يقله البطريرك الراعي علانية وعبر وسائل الاعلام بشأن انتقاده للاداء السياسي العام، قاله صراحة وبصوت عالٍ أمام أحد كبار القوم من الذين زاروه مؤخراً في مقره الصيفي في الديمان، الأمر الذي ترك انطباعاً لدى الضيف أن غبطته قد تخطى حاجز الانتقاد وصولاً الى عدم الرضى لا بل… الادانة لما آلت اليه الامور. فهل سيعبر سيد بكركي عن مكنوناته علناً عاجلاً أم آجلاً؟

مواضيع ذات صلة:

  1. لماذا لم يستدع الراعي جعجع وباسيل الى الصرح البطريركي؟… مرسال الترس

  2. من يخطط لبدء العدّ العكسي لعهد الرئيس عون؟… مرسال الترس

  3. هل يتحول مرسوم التجنيس الى منصة للبطريرك الراعي؟… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal