أيها السوريون.. خذوا العبرة من أبناء مخيم البارد… عمر ابراهيم

علق أحد المطلعين على ملف اعمار مخيم نهر البارد بالقول متهكما، ″أحد عشرة عاما وما يزال نصف سكان المخيم الذي لا تتجاوز مساحته كيلو مترا واحدا ينتظرون الانتهاء من اعماره ليعودوا الى منازلهم التي هجروا منها بفعل المواجهات المسلحة التي دارت في العام 2007 بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الاسلام″.

ويستطرد: ″ما يحصل في مخيم البارد من تأخير في الاعمار ومن تملص بعض الدول المانحة من وعودها بتقديم الاموال، يمكن اخذه نموذجا عما سيجري في سوريا لاحقا بعد انتهاء الحرب والشروع في الاعمار كما هو مفترض، وتحديدا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومنها مخيم اليرموك الذي دمر نصفه تقريبا ويقطنه اضعاف سكان مخيم البارد″، نافيا علمه بالمدة الزمنية التي قد تستغرقها عملية استكمال الاعمار في المخيم، وان كانت ستتم كما هو مقرر في ظل الازمة المالية التي تعاني منها وكالة الاونروا، وحاجتها الى نحو 90 مليون دولار لانهاء ملف الاعمار في المخيم الذي عاد اليه حتى يومنا هذا نحو 2700 عائلة من اصل نحو 4 الاف عائلة هم تعداد سكان المخيم القديم.

ويمكن القول ان ازمة مخيم البارد لا افق حل لها في المدى المنظور رغم الجهود التي تبذل لتامين الاموال المطلوبة، حيث تشير كل المعلومات الى ان الاونروا التي تواجه ازمة مالية، تحتاج الى دعم مالي لتلبية الكثير من الاحتياجات الضرورية في فلسطين المحتلة وفي دول الشتات، فضلا عن ازمة النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا، وهي وفق المعلومات، قد تجد نفسها مضطرة الى تقديم الاولويات على حساب ملف إعمار البارد، على الرغم من ان مدير عام الأونروا في لبنان، كلاوديو كوردوني كان اكد انه رغم الازمة التي تواجهها الاونروا تبقى عملية اعادة الاعمار من اولوياتها.

وكما هو معلوم، فان مخيم البارد الذي هجره نحو 40 الف شخص منذ العام 2007، ما زال هناك قسم من هؤلاء لم يعودوا الى منازلهم، بسبب تاخر ملف الاعمار، الذي كان من المفترض ان ينتهي قبل نحو سبع سنوات ويشمل المخيم القديم الذي جرى تقسيمه  الى ثماني رزم انجز بعضها وما يزال البعض الاخر ينتظر التمويل، وقد عاد إليها ما نسبته 47 في المئة من الأهالي في حين لا يزال باقي الاهالي يقيمون في منازل الإيواء المؤقت او داخل شقق مستأجرة.

وكان المخيم شهد قبل ايام حفل تسليم دفعة من المنازل والمتاجر الى اصحابها، برعاية السفارة الألمانية، وبنك التنمية الألماني، ووكالة الأمم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، حيث قام كل من السفير الألماني، مارتين هوث، ومدير عام الأونروا كوردوني، بتسليم المفاتيح لأصحاب المنازل والمحلات التجارية احتفالاً بعودتهم الى المخيم.

Post Author: SafirAlChamal