سلطان حول نور الفيحاء: عهد الظلام يحرم طرابلس من الكهرباء

عقد السيد توفيق سلطان مؤتمرا صحافيا تناول فيه ازمة الكهرباء على الساحة اللبنانية وما يرافقها من مواقف من الشمال الى الجنوب وقال: في الوقت الضائع وبانتظار تشكيل الحكومة العتيدة المنتظرة  لفتني بالامس مشهد يعبر عن الحالة السياسية التي وصلنا اليها، اذ سمعنا مجموعة من نواب كسروان يبتهجون ويحتفلون بالتيار الكهربائي  اربع وعشرين على اربع وعشرين، وفي ذات الوقت مجموعة من نواب الجنوب الصامد تقف امام شركة كهرباء لبنان محتجة ومستنكرة، وجدت انه من المناسب وعود على بدء ان اطرح موضوعنا وهو سابق لكل هذه الامور.

فمنذ سنتين أمام الحاجة الى الخدمات تدارسنا مع بعض الاخوان في طرابلس ووجدنا ان الدولة عاجزة عن تأمين الخدمات للمدينة، فاجدادنا واباؤنا اضطلعوا منذ بداية القرن الماضي، فاوصلوا الماء والكهرباء من خلال شركات خاصة، وبالفعل وبعد التداول تأسست شركة نور الفيحاء، وتوجهت يومها الى غرفة التجارة والصناعة  والزراعة وخاطبت الدولة والرأي العام من عرين الاقتصاد الطرابلسي وقلت اليوم صدر قانون الشراكة ما بين القطاع العام والخاص، فلا مبرر لرفض او تأخير مسار تأمين الكهرباء من خلال شركة نور الفيحاء، وبدأت المعاناة، بداية تقدم المؤسسون الى شركة كهرباء قاديشا وهي شركة خاصة تستطيع ان تتعاقد مع من تشاء وتشتري ممن تشاء، ولا تحتاج الى خدمة مدنية ولا لاي شيء، وهي باكثرية اسهمها تعود لشركة كهرباء لبنان، فطلبت من المؤسسين في نور الفيحاء ان يوسعوا نطاق تغذيتهم بالتيار ليشمل كل نطاق كهرباء قاديشا، فعدّل المؤسسون الدراسات، الفنية منها والقانوينة، بما يتناسب مع التداخل بين قاديشا وكهرباء لبنان، اجتمع مجلس ادارة شركة كهرباء قاديشا واتخذ قرارا بالموافقة، ليحول الملف الى كهرباء لبنان، الذي وافق مجلس إدارتها ونصح الدولة اللبنانية بالتعاقد مع نور الفيحاء، هذا حصل قبل العهد الجديد عهد الظلام، ومع الاسف الشديد، كيف لهذا العهد ان ينجح اذا كان الصهر العزيز متحكما بمقدرات البلد، ووصلنا الى العهد الجديد الاصلاح والتغيير، ولدى مراجعة الوزير سيزار ابي خليل كان جوابه مختصرا “راجعوا جبران باسيل”، وانا اجبته وقتها باننا “لن نراجع جبران”، فمرجعيتنا السياسية هو صاحب الدولة رئيس الحكومة سعد الحريري، فرئيس حكومة لبنان لم يكن يخاطب بدولة الرئيس بل بصاحب الدولة، الان ازيل لقب صاحب الدولة وتم تفريخ لقب دولة الرئيس، وحتى يومنا هذا لا زلنا متوقفين عند السعي للحصول على ترخيص نور الفيحاء، وقلت أمامهم ملف مستوف للشروط الفنية والقانونية، وانتم مجبورون بالاجابة اما سلبا واما ايجابا، واذا كان الجواب سلبيا فضعوا الاسباب الموجبة، واذا ايجابا فالمسألة بمنتهى البساطة، ونحن بصدد شركة كاملة المواصفات .

وأضاف: اننا اليوم نرى كيف يتنقل الوزير جبران باسيل بين الولايات الاميركية وغير الاميركية معلناً انه يأتي بالاستثمارات للبلد، ويأتي الى المصرف المركزي فيقدم الحوافز للمغتربين، ثم يُعقد مؤتمر سيدر الدولي، ولنكن صريحين فان كل ما يحصل هو بهمة الرئيس الحريري فهو الموثوق من قبل المجتمع الدولي، وعندما تقبل ان المانيا أن تقرض لبنان بسبعين الى ثماني مليون يورو، فان ذلك ثقة بلبنان وثقة بالرئيس الحريري، ونحن في طرابلس يتقدم راس مال وطني بربع مليار دولار لا يحرك احد ساكنا تجاهه، وهم متهمون حكما والقصة ليست اهمالا وإنما قصة كيدية، هم يعاقبون البلد، واسأل لماذا يعاقبون البلد؟، هل لأن مزاجها مختلف عن مزاج الاخرين؟.

وتابع سلطان: لقد اطل الرئيس نجيب ميقاتي وهو مساهم أساس في نور الفيحاء كغيره، ويتولى الدفاع عنها، وقد توجه قبل الانتخابات النيابية الى بعبدا والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثم في خلال الاستشارت وطرح معه ملف نور الفيحاء ، واقول ان فخامة الرئيس على اطلاع كامل وهو يتحمل المسؤولية، لانه هو من طالب بالكهرباء ووعد بتوفيرها، وانا اجبته قائلا “ان صهرك جبران باسيل هو من لا يريد الكهرباء”، لماذا ييريدون الاقتصاص من البلد؟، اذا كان الهدف فائدة مالية فليقولوا لنا كيف تم تشغيل منشآت دير عمار، يريدون مناقصة فيلجروا لنا هذه المناقصة وليشتروها وليقوموا هم بانشاء الشركة.

وختم سلطان: نحن هنا لا ندافع عن مستثمر انما ندافع عن بلد، هذا ما لم يعد قابلا للاستمرار وقد انتهينا من مرحلة المراجعات والتصريحات الان نحن بصدد امر اخر، فنحن لسنا امام ملف كهرباء بل امام معاقبة بلد، ونحن نقول أن من يريد أن يمسّ بكرامة طرابلس لم يُخلق بعد، ولا يستطيع لا جبران باسيل ولا من هو اكبر من جبران باسيل ان يترك طرابلس في العتمة.

Post Author: SafirAlChamal