لماذا تقدم جعجع على الحريري في ادارة المرحلة؟… مرسال الترس

مع المراوحة القاتلة التي تتحكم بمسار تأليف الحكومة الجديدة بالرغم من مضي شهرين على إعادة تكليف رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري بتشكيلها. ومع إنسداد الأفق أمام الساعين الى حلحلة العقد. يرى المراقبون والمتابعون أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد نجح في إدارة المرحلة المواكبة لتأليف الحكومة، لأنه اكثر تماسكاً باشواط من الرئيس المكلف الذي يبدو أنه ما زال فاقداً لتوازنه السياسي منذ ″أزمة الاحتجاز″ المشؤومة، نتيجة فقدان الموائمة بين إصراره على البقاء في الكرسي الثالثة، وتنفيذ الرغبات المتكاثرة لشريكه في الحكم التيار الوطني الحر. وبين وجوب تمسكه بحزبي القوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي كجناحين متلازمين له في الحكومة المقبلة.

أما جعجع ووفق العديد من المراقبين فانه استعاد زمام المبادرة باعتباره راس حربة في مواجهة العهد نتيجة معطيات عدة أبرزها:

ـ تمكن من مصادرة  دور الحريري في زعامة 14 آذار او ما تبقى منها، والتفرد بالتعبير عن النهج الذي كانت ترفعه، بعد النجاح في إسقاط أدوار الوجوه المستقلة التي اتخذت من هذه المنصة رأس جسر لحضورها السياسي، وبات كأنه الناطق الفعلي والوحيد القادر على لعب هذا الدور بمفرده بدون تقالات لا تقدم ولا تؤخر وفق مفهومه الآحادي لسلطة القرار!

ـ قلب المعادلة باتجاه الحريري الذي كان ناقماً جداً على القوات على خلفية احتجازه، وكاد يبق البحصة وكسر الجرة معها الى غير عودة، فبات جعجع السمير الاسبوعي شبه الوحيد للحريري مصراً على القول أنه يقف الى جانب الحريري في تشكيل الحكومة ليصبح هو المنقذ بدل أن يكون المشكلة!.

ـ قطع الطريق على أي تفكير لمن يعادي القوات سياسيا في إمكانية اقصائها عن التشكيلة الحكومية فبعد آخر زيارة له لبيت الوسط، قال جعجع: تأكيد السير يدًا بيد وطنيًا، سياسيًا وحكوميًا من أجل التأليف في أسرع وقت. وكأنه يقطع الطريق نهائياً على الحريري في التفكير بالابتعاد عنه مجدداً!.

ـ سعي جعجع الى فصل علاقته برئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن صهره النائب جبران باسيل الذي لم يلتقه حتى الساعة، بالرغم من التوافق مع عون على حل الامور العالقة بينهما كرئيسين لحزبين!

ينشط جعجع بالتقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي حرص مؤخراً على رفض الاقتراح القاضي بتشكيل حكومة أكثرية مما يعني وجوب مشاركة القوات وسواها في أية تشكيلة توافقية!.   

ـ التفرد بطرح شعارات تزعج المقاومة في لبنان (كالحديث عن عدم شرعية سلاح المقاومة أو عودة مقاتلي حزب الله من سوريا) وهي الطروحات التي تُطرب ليس بعض الداخل فحسب، وانما الافرقاء الاقليميين والدوليين. وهو الدور الذي لم يحسن الحريري القيام به لاعتبارات عديدة!.

تبقى عقبة أساسية في اداء جعجع وهي كيفية دوزنة علاقته بالجارة سوريا، مع عدم إغفال الذاكرة عن الخطوة التي أقدم عليها في العام 1994 وفي عز عدائه المستحكم مع دمشق (على الاقل في العلن) حين زار سوريا وقدم التعازي للرئيس الراحل حافظ الاسد بوفاة نجله الاكبر باسل!.

ووفق المراقبين أن جعجع يحسن أداء الدور جيداً من دون التوقف عند كيفية نهاية المشهد!.

Post Author: SafirAlChamal