لا عودة للنازحين قريبا.. والحريري ينجو من كمين… عمر ابراهيم

يبدو واضحا أن التجاذب السياسي الحاصل حيال ملف تشكيل الحكومة اللبنانية والتقاذف الكلامي بين الافرقاء حول شكل العلاقة مع النظام السوري وكيفية التعاطي معه مستقبلا، كلها أمور من شأنها أن تساهم في عرقلة عودة النازحين السوريين بأعداد كبيرة أقله في المدى المنظور.

الملف الذي كان وضع على نار حامية بعد الاتفاق الروسي ـ الاميركي، وما سبقه من اجراءات ميدانية على خط عودة بضعة آلاف من النازحين، ولاحقا موافقة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على مبدأ التنسيق مع الجانب الروسي لضمان العودة الطوعية لمن يرغب من النازحين، كلها مؤشرات أوحت بوجود ما يشبه التفاهم الضمني بين الافرقاء السياسيين في لبنان على توزيع الادوار، بحيث تقوم جهات على علاقة بسوريا بتسهيل عودة النازحين ميدانيا من خلال قنوات التواصل المباشر مع النظام السوري، وتتولى الحكومة التنسيق مع الجانب الروسي بعيدا عن التواصل المباشر مع النظام السوري.

أجواء التفاؤل التي اشيعت من قبل الداعمين لملف العودة، ومسارعتهم الى تشكيل لجان تشرف على تسجيل اسماء الراغبين وتقديم كل التسهيلات لهم، بانتظار إشراك الحكومة بعد تشكيلها في خطة العمل، سرعان ما تلاشت بعد حملة التصريحات النارية بين الرئيس الحريري وفريقه من جهة وبين الفريق الاخر من جهة ثانية، والتي وصلت الى حد التجريح على خلفية العلاقة مع النظام السوري، بالاضافة الى تضاؤل فرص تشكيل حكومة في المدى المنظور والتي كان من المقرر ان يتضمن بيانها بند عودة النازحين.

ووفق مصادر متابعة للملف: ″فان الرئيس الحريري كان تلقف المبادرة الروسية وسعى الى اخراج نفسه من دائرة التهم التي يحاول البعض إلصاقها به، بصفته من المعرقلين لعودة النازحين، والداعمين لفكرة توطينهم انطلاقا من اعتبارات مذهبية″.

وتتابع هذه المصادر: ″وجد الرئيس الحريري الفرصة مناسبة لاعطاء موافقته على التعاون مع الجانب الروسي، لا سيما ان هناك قوى دولية تدفع باتجاه معالجة ملف النازحين في الدول المجاورة لسوريا″.

لكن ما هي الشرارة التي فجرت الخلاف مجددا وأعاقت السير بالملف؟.

تقول المصادر: ″ربما يكون ملف تشكيل الحكومة والعراقيل التي تواجه الرئيس المكلف من الاسباب التي قد تستخدم كورقة ضغط، لكن هناك امور اخرى تتجاوز الشق المحلي الى ما هو اقليمي، حيث اتضح للرئيس الحريري ان هناك ما يشبه “الكمين” الذي نصب له من اجل ادخاله في صفقة مباشرة مع النظام السوري، وهو ما لا يستطيع القيام به في الوقت الراهن دون الوقوف على راي حلفاءه الاقليميين، فضلا عن اعتبارات اخرى تعني الحريري شخصيا، وتصريحاته التي رد بها على النائب جميل السيد والوزير السابق وئام وهاب، وحتى على رئيس الجمهورية، تؤكد بان الرجل غير مستعد في هذا الوقت على اجراء هكذا صفقة مع النظام″.

وتختم المصادر: ″ان تشكيل الحكومة في حال تم كما يشتهي الجميع داخل لبنان وخارجه، قد تعيد تفعيل ملف النازحين وتبدد بعض التحفظات او تجد لها مخرجا غير محرج للجميع″.  

مواضيع ذات صلة:

  1. مئة ألف نازح سوري سيعودون.. ماذا عن الحكومة والسعودية؟… عمر ابراهيم

  2. عودة النازحين السوريين بوادر أزمة قد تنفجر في اي لحظة…عمر ابراهيم

Post Author: SafirAlChamal