هل من عهد التميمي… لبنانية؟… مرسال الترس

ثمانية أشهر أمضتها أيقونة المقاومة الفلسطينية عهد التميمي في سجون الاحتلال الاسرائيلي لتخرج بعدها منتصرة ليس لقضيتها فحسب، وإنما على كل الجحافل والقدرات العسكرية للدولة التي تباهت منذ ايام باعلانها وطناً قومياً لليهود في العالم، فتحولت الى مُحرجة في قضية فتاة في عمر الورود لم تستخدم أكثر من قبضة يدها لتوجه أعنف رسالة لمن زرع الرعب والدمار في بلدها.

جريمة عهد التميمي بنظر اسرائيل أنها صفعت جندياً وضابطاً على وجهيهما لأنهما أساءا التصرف عن عمد مع أبناء شعبها، وقد خرجت نهاية الاسبوع الماضي من زنزانتها لتؤكد أنها ستستمر في مقاومتها لمن يدنس أرض آبائها واجدادها، غير آبهة بكل تصريحات المسؤولين التي تهدد وتتوعد بمناسبة أو من دونها.

واذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فالرمز الفلسطيني الجديد في مقاومة الاحتلال هل يجد مماثلاً له في لبنان يستطيع الصراخ في وجه الفساد والانحرافات الادارية التي باتت تحتل العديد من أوجه التركيبة اللبنانية.

وبالتالي هل من عهد التميمي تحمل الجنسية اللبنانية تطلق الصرخة التي تحرك همم من يعنيهم الأمر، فتحث المسؤولين والقيادات على الالتفات بجدية الى هموم الشعب ومعاناته على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والمالية؟.

وهل من عهد التميمي لبنانية تساهم في تحريك ضمائر المسؤولين تجاه إيجاد حلول لمسائل بديهية تحولت الى نمطية دائمة في تراتبية مشاكل اللبنانيين إن في الكهرباء أو المياه أو النفايات؟.

وهل من عهد لبنانية تهزّ وجدان السياسيين لجهة السعي لاخراج البلاد من دوامة شلّ القدرات الحكومية والرسمية من اجل رفع منسوب المكاسب الشخصية؟، خصوصا أن ما يجري على صعيد تشكيل الحكومة بات أقرب الى المهزلة منه الى العمل السياسي النزيه الذي يخدم مصلحة الوطن والشعب فقط لاغير!

وإزاء تردي الاوضاع ووصول الامور الى حافة هاوية يرى كثيرون ان الاوضاع في لبنان لم تعد تنفع معها صفعة أو ركلة كما فعلت عهد التميمي الفلسطينية بمن يحتل ارضها. بل بوجود عهد التميمي لبنانية قادرة على الدخول الى ضمائر ووجدان من يمسكون بزمام الامور لايقاظ الضمائر النائمة، والاحساس المتجمد عند المصالح الشخصية.

Post Author: SafirAlChamal