الكورة تعتب على لبنان الرسمي.. لعدم تضامنه مع اليونان في محنتها… فاديا دعبول

مع اندلاع الحرائق في محافظة اتيكي اليونانية، ومن بعدها الطوفان الذي غمرها، وما نجم عن ذلك من خسائر في الارواح والممتلكات، يتذكر الكورانيون من خريجي الجامعات اليونانية الابواب الواسعة التي فتحتها اليونان امامهم وامام غيرهم، وما تزال، للدراسة فيها ونيل الشهادات العالية في اهم الاختصاصات، من خلال منح تقدمها السفارة اليونانية للراغبين بالدراسة فيها. وما يأسف الكورانيون له هو الصمت الرسمي تجاه كل ما حدث، وعدم التعبير عن التضامن مع الشعب اليوناني، بحد أدنى بالكلمات، ان لم يكن في المواقف، حيث انه كان لليونان الفضل الكبير على الكورانيين خلال الحرب الاهلية، بتقديمها المنح الجامعية بكرم كبير، لاسيما في العام 1975 حينما تقطعت اوصال الوطن واقفلت الطرق، وهدد الموت الجميع، وتوقف العديد من الطلاب عن متابعة دراساتهم، وانضم منهم كثير الى صفوف الاحزاب وخسر مستقبله وحياته.

اذ ان المنح شملت اخوة من العائلة الواحدة، لتحميهم من الضياع وشبح الموت وتؤمن لهم كأم حنون المستقبل الذي يحلمون به. فوفرت لهم السكن والمعيشة الكريمة والعلم في ارقى الجامعات حتى تخرجوا افواجا من كليات الطب والهندسة.

كذلك فقد هبت اليونان ابان حرب تموز سنة 2006، للمساعدة بتقديم الحصص الغذائية من خلال رابطة الخريجين اللبنانيين من الجامعات اليونانية التي عملت على توزيعها.

وفي الشأن السياسي، لعبت اليونان دورا مميزا تجاه لبنان بتأييد حقه في تقرير مصيره وتحرير ارضه. ودعمته وما تزال من موقعها، كاحدى دول الاتحاد الاوروبي، على المستويات التجارية والثقافية والسياحية لاسيما السياحة الدينية.

تجاه ذلك اقام الاب موسى الشاطرية قداسا في برسا الكورانية عن روح الضحايا اليونانيين.  ووجه رئيس رابطة الخريجين اللبنانيين من الجامعات اليونانية الدكتور بسام الحاج عبيد رسالة تضامن مع الشعب اليوناني الصديق في محنته. مسجلا عتبا شديدا على الهيئات المدنية والاجتماعية والمسؤولين في لبنان بالتساؤل ″الا يستدعي منا وضع اخواننا التكاتف والتعاضد المعنوي تجاههم؟، الا يستحق هذا الشعب اليوناني رسالة دعم وتعاطف من المسؤولين اللبنانيين لما تعرض له من نكبات؟، اين هم السياسيون من التاريخ والجغرافيا؟، اين الشعب اليوناني ومأساته من خطاباتهم اليومية؟ هل الكراسي والمكاسب والمغانم والحصص تشغلهم عن الاوضاع الانسانية؟، اليونانيون لا يحتاجون اموالهم بل دعمهم المعنوي كاخوة في الانسانية؟″

هذا وقد اطلقت الرابطة حملة لجمع التبرعات، تختتم خلال ايام، تحت شعار ″بحصة بتسند خابية″، في محاولة بسيطة للتعبير عن التضامن اللبناني عموما والكوراني خصوصا مع اليونان، والوقوف الى جانب شعبه في نكبته.

Post Author: SafirAlChamal