الحريري بين سندان العهد ومطرقة بن سلمان… غسان ريفي

لا حكومة في المدى المنظور، وهي لن تكون عيدية للبنانيين في عيد الجيش، وربما لن تكون في عيد الأضحى، في ظل إستمرار العقد، وتنامي التجاذبات التي تحول دون أن تُبصر النور.

لا يختلف إثنان على أن الحريري في وضع لا يُحسد عليه سياسيا، وأن مكابرته وتفاؤله بعد كل زياره يقوم بها الى رئيس الجمهورية، هما من ″عدة الشغل″ لشراء مزيد من الوقت عسى أن يشهد الأفق الاقليمي حدثا ينعكس على الوضع المحلي ويساعد في التشكيل، علما أنه في ظل التطورات المتسارعة الحاصلة إقليميا، فإن أي تغيير قد يحصل لن يكون في مصلحة الحريري وفريقه السياسي.

تشير المعلومات الى أن الحريري يقدم إقتراحات حكومية متشابهة الى رئيس الجمهورية، حيث يقوم في كل مرة بتبديل الحقائب، من دون أن يجري أي تعديل على الحصص التي هي أساس الأزمة، لا سيما لجهة إعطاء الحصة الدرزية الكاملة للنائب السابق وليد جنبلاط، وحصة الوزراء الأربعة للقوات اللبنانية، ما يجعل المفاوضات والمشاورات تراوح مكانها من دون أن تشهد أي تقدم على صعيد الشروع في التأليف الحقيقي.

هذا الواقع يضع الحريري تحت ضغوطات سياسية كبيرة، تجعله في حالة إرتباك دائمة لدى حديثه عن الحكومة ومشاوراتها أمام وسائل الاعلام التي يتقصد إخفاء الكثير من التفاصيل عنها، علما أن الحريري يتمسك الى أبعد الحدود بأن يكون رئيس حكومة لبنان حتى نهاية عهد ميشال عون (بحسب التسوية الرئاسية)، ليضمن حضوره السياسي محليا وإقليميا من جهة، وليتابع معالجة أزمته المالية من جهة ثانية، وهو يدرك أن ذلك يحتاج الى أن يكون على تفاهم ووئام مع أركان العهد بدءا من الرئيس عون مرورا بالوزير جبران باسيل وصولا الى حزب الله، لأن أي إنقلاب قد يقوم به هذا المحور على الحريري من شأنه أن يطيح به سياسيا وماليا.

في المقابل، يخشى الحريري غضب السعودية، وتحديدا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حال قيامه بأي ″دعسة ناقصة″ في تشكيل الحكومة، وهو يعلم أن رضى بن سلمان مرتبط بإرضاء وكيليه في لبنان سمير جعجع ووليد جنبلاط، اللذين يتمسكان بحصتهما الوزارية (ثلاثة وزراء دروز لجنبلاط وأربعة وزراء مسيحيين لجعجع) وهو أمر يرفضه محور العهد الذي بدأ يضغط على الحريري ويدعوه الى أن يتحمل مسؤوليته كرئيس مكلف وأن يسارع في تشكيل الحكومة شرط أن تكون التشكيلة الوزارية وفق معيار واحد تخضع له كل الأطراف.

أمام هذا الواقع، وفي ظل وقوع الحريري بين سندان فريق العهد ومطرقة فريق بن سلمان، يبدو واضحا أن الرئيس المكلف يلجأ الى المماطلة، معتمدا على أمرين إثنين: الأول أنه رئيس حكومة تصريف الأعمال وموجود حاليا في الحكم، والثاني أنه يشكل ضرورة للبلد، خصوصا أن مقررات مؤتمر ″سيدر″ والاصلاحات المطلوبة ما تزال مرتبطة بوجوده، علّ شرائه الوقت يمكنه من الوصول الى صيغة معطوفة على وضع إقليمي أو محلي ما، يستطيع من خلالها إقناع رئيس الجمهورية وفريقه بتشكيلة تؤدي الى ولادة الحكومة.

تشير مصادر سياسية مطلعة، الى أن حكومة الحريري ما تزال أمام طريق مسدود، خصوصا أن إلتزاماته مع العهد تتناقض تماما مع تلبيه رغبة فريق محمد بن سلمان، يضاف الى ذلك الخطر الذي يتهدد حضوره السياسي، فضلا عن أزمته المالية التي تحتاج الى حلول سريعة، وتلفت هذه المصادر الى أن كل ذلك يجعل الحريري اليوم أشبه بـ ″سيخ من الشاورما وجهه الى النار وظهره على السكين″.

مواضيع ذات صلة:

  1. في الحكومة المؤجلة.. الكل يفتش عن مصالحه…غسان ريفي

  2. الثلث الضامن لـ جبران باسيل.. ضرب لصلاحيات رئاسة الحكومة… غسان ريفي

  3. غموض سعودي يُربك الحريري!… غسان ريفي

Post Author: SafirAlChamal