الانتحار يجتاح لبنان.. ما هي الأسباب؟… روعة الرفاعي

لم تجد الشابة “آلاء” وهي من سكان بلدة بحنين قضاء المنية، وسيلة لإنهاء حياتها، إلا عبر تناول كمية كبيرة من الأدوية، لتكون الضحية رقم 14 في سجل ضحايا الانتحار ومحاولة الانتحار لهذا الأسبوع في محافظة الشمال وعكار.

وقد سبق آلاء العديد من الفتيات اللواتي قمن برمي أنفسهن من شرفات المنازل وفي مناطق مختلفة البعض حالفهن الحظ بالبقاء على قيد الحياة، أما البعض الآخر فعدن الى أهاليهن جثثا هامدة.. واذ اختارت الفتيات “القفز من الشرفات” فان انتحار الشباب كان أكثره من خلال اطلاق النار على أنفسهم وهذا ما حصل مع الرقيب أول في الجيش اللبناني م.ع في منطقة كوسبا – الكورة حيث اشارت المعلومات الأولية الى انه أطلق النار على نفسه بسبب خلافات عائلية.

قضية الانتحار باتت ظاهرة متفشية تدق ناقوس الخطر في مجتمع يتخبط بالكثير من الهموم والتي ترتد سلباً على حياة الشباب والشابات والذين لم تتوفر لهم فرص العمل لتأمين العيش الكريم، ولعل المناطق الشعبية والتي تشهد حالات الانتحار بكثرة خير دليل على أنه ربما يكون للوضع الاقتصادي السيء الدور الأساس في اللجوء للانتحار.

الدكتورة يمين

الأخصائية في علم النفس العيادي والمعالجة السلوكية الدكتورة أسامة يمين قدمت لـ”سفير الشمال” شروحات مفصلة عن أسباب تفشي هذه الظاهرة فقالت: “في حالة الانتحار يعتبر الموت وسيلة أو نهاية، ومن يقدم على الانتحار فانه يسعى لوضع حد لوجعه وليس التفكير بالموت، أما أسباب الانتحار فكثيرة ومنها عامل الوراثة، الاكتئاب، تعاطي الكحول، أحداث مؤلمة كالوفاة والطلاق والفشل، اضافة الى الأمراض العقلية، طبعاً ويبقى للوضع الاقتصادي السائد الدور البارز في تفشي هذه الظاهرة نظراً لانعدام فرص العمل وبالتالي عدم توفر الأموال في أيادي الشباب”.

أما عن كيفية معالجة هذه الظاهرة فتقول الدكتورة يمين:” طبعاً للمنزل دور في غاية الأهمية لجهة ادراك الأهل لمعاناة أبنائهم والتي تدل عليها اشارات مسبقة، كما ان المطلوب من المدرسة تأمين الأجواء السليمة للأطفال وللمراهقين وعرض برامج توعية عن العنف والموت، وأخيراً الدولة المعنية بتأمين الاستقرار السياسي والأمني من جهة، وفرص العمل ومجالات التطور من جهة ثانية وبهذه الطريقة نضمن المستقبل الأفضل لشبابنا وشاباتنا”.

Post Author: SafirAlChamal