هل تدرك القيادات المسيحية حجم الاحتقان والعدوانية في شارعها؟… مرسال الترس

يلاحظ كثيرون أنه بالرغم من مرور أكثر من اسبوعين على زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لقصر بعبدا واللقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لم توفق البطريركية المارونية حتى الساعة في جمع جعجع مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، على خلفية أن الرئيس عون ليس طرفاً في النزاعات واختلاف الاراء، وبالتالي فعلى الاحزاب والتيارات أن تتفاهم فيما بينها.

وانطلاقاً من ذلك أبدت بكركي رغبتها في العمل على ردم الهوة بين ″الأخوة المتنافرين الى حد العداء″، بالرغم من كل التفاهمات والاجتماعات التي تسارعت وتيرتها على هامش ″اتفاق معراب″. ولكن تمنيات الصرح البطريركي ظلت احلاماً وردية، إذ ان البطريرك بشارة الراعي استطاع دعوة ممثلي الطرفين النائب ابراهيم كنعان والوزير ملحم رياشي الى الديمان للبحث في تخفيف الاحتقان واصدار بيان يدعو الى التهدئة. ولكن صلاته لم تلهم قطبي الطرفين اي باسيل وجعجع على الالتقاء، لا بل إن كل المؤشرات توحي بأن ما حلّ على معراب في مطلع العام 2016 قد تبدد لاسباب متعددة ومتضاربة.

هذه الاجواء، دفعت الاوساط المتابعة الى حث القيادات والزعامات المسيحية على التمثل بما يجري على الساحة الاسلامية، في الشكل على الأقل، من اجل تخفيف الاحتقان بين مؤيدي الطرفين، وتلفت هذه الأوساط الى أن الاجواء بين القيادات الشيعية سمن على عسل منذ عشرات السنين (نظراً لما يتحلى به رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من بعد نظر استراتيجي)، وفي الجانب السني لم يتأخر رؤساء الحكومات السابقين عن التوجه الى بيت الوسط للوقوف الى جانب الرئيس سعد الحريري عندما شعروا أن هناك إمكانية مسّ بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء التي أسندت اليه من خلال اتفاق الطائف، وهذا الاجتماع لم يكن الاول والوحيد في هذا الاطار فالجميع يتذكر تداعي الزعامات السنية الى الاجتماع في بشامون ابان حرب السنتين للاتفاق على رأي موحد من القضايا السياسية المطروحة آنذاك. وكذلك الدور المستمر لدار الافتاء في جمع القيادات على كلمة سواء.

أما في بكركي حيث يتاح للزعماء المسيحيين والموارنة تحديداً أن يلتقوا فانهم يخرجون دائماً مستعدين للتنافس الحاد فيما بينهم (على أقل تقدير). ومن هذه الزاوية، وطالما أن لبنان دولة محورها الطوائف والمذاهب، والمراجع الروحية لها دورها وتأثيرها، يتطلع العديد من المراقبين والمتابعين الى أن تحث البطريركية الخطى وبحزم لاستدراك الامور قبل ان تتفاقم (وتصل الى مراحل لا يتمناها أي من المسيحيين الذين ذاقوا من عذابات صراعات الأخوة الأمرّين)، ولعل ما حصل في احدى الجامعات من رفض طالبة متأثرة بفكر حزب القوات استلام شهادتها من باسيل، وما يدّون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من حقد، ما هي الاّ نماذج بسيطة جداً على ما يعتري نفوس جمهوريّ الطرفين من عدوانية!.

مواضيع ذات صلة:

  1. إتفاق معراب.. كشف سعي التيار والقوات لالغاء الآخرين … مرسال الترس

  2. لماذا لم يستدع الراعي جعجع وباسيل الى الصرح البطريركي؟… مرسال الترس

  3. مسكنة سمير جعجع.. وجموح جبران باسيل!… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal