من ″قداسة″ سمير جعجع الى ″شيطنة″ جبران باسيل… مرسال الترس

اذا كان الموارنة في لبنان ومعهم معظم اللبنانيين يتذكرون تداعيات صراعات زعاماتهم منذ اعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920 على يد المستعمر الفرنسي، وصولاً حتى الاستقلال في العام 1943، وما بعده، فان أسوأ ما في الامر في هذه الظروف الاقليمية والدولية البالغة التعقيد، أن العديد من زعماء وقيادات اليوم مستعدون لخوض المعارك السياسية والاقتصادية والاجتماعية… وحتى الامنية من أجل أهداف بعيدة كل البعد عن حيثيات المصلحة الوطنية التي تستطيع وحدها الحفاظ على مقومات وطن، رسم حدوده المستعمر، وقزمت دوره الصراعات المتعددة والمتنوعة، فيما تولى زعماؤه القضاء على أي أمل في أن يأخذ دوره كاملاً على الصعيدين الاقليمي والدولي نظراً للمنظار الضيق الذي يتحكم بخطواتهم من زاوية مصلحة شخصية تتقدم على ما عداها!

صحيح أن الوطن بقي وعلى فترات متقطعة ما يقرب من سبع سنوات بدون رئيس للجمهورية الذي هو رمز وحدة البلاد، الاّ أن الصراع الحاد القائم حالياً بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، على هامش تأليف حكومة ″العهد الأولى″ يدخل في كتاب ″غينيس″ الاستغراب إذ انه يدور حول أسبقية الوصول الى قصر بعبدا قبل أربع سنوات ونيّف من موعد الانتخابات الرئاسية، وفي ظل رئيس ما زال مصراً على إحداث تغيير واصلاح في بنية النظام اللبناني!.

فجعجع الذي انخرط حتى الثمالة في دوامة الحرب الاهلية وما تفرع منها من صراعات، يسعى لاستبدال النمطية التي تكونت لدى الرأي العام اللبناني عنه، حيث بدأ بعد خروجه من السجن عام 2005 بالسعي لرسم صورة مختلفة وصفها العديد من المنتقدين بأنها أقرب ما تكون الى القداسة خصوصاً بعدما عمد مناصرون له الى نشر صور له الى جانب صورة القديس شربل. وجعجع الذي نجح في تقديم أوراق اعتماده لـعرب الاعتدال بصفته الوجه الابرز لخط  14 آذار يحاول تلميع صورته أمام الاحزاب والتيارات في لبنان لكسب ودهم في دعمه في الانتخابات المقبلة لرئاسة الجمهورية.

وباسيل الذي تسلّق سلم الشهرة والسياسة بسرعة قياسية لقربه وتقربه من الرئيس العماد ميشال عون إحدى أهم الشخصيات المارونية في مرحلة ما بعد الطائف، حيث كان يتم فرضه وزيراً سوبر في كل الحكومات التي أتيح للتيار الوطني الحر التمثل فيها منذ العام 2008 ، واستطاع الوصول الى رئاسة ذلك التيار بأهون السبل وبدون أية منافسة. ولذلك جهدت العديد من القوى الى “شيطنته” نظراً لدوره المحوري في العديد من القضايا السياسية والحكومية. فيما هو يعمل بكل ما أوتي من نشاط وجهد من أجل أن يكون المرشح الأقوى لرئاسة الجمهورية ولذلك إستبدل  تسمية الكتلة النيابية للتيار البرتقالي من الاصلاح والتغيير الى لبنان القوي لكونها اكبر تجمع نيابي بعد انتخابات هذه السنة.

ولذلك فالتنافس بين الرجلين على أشده وكل منهما يعتبرها مسألة حياة أو موت لأنها قد لا تتاح له الفرصة ثانية. وبما أن القوى الاقليمية والدولية تترجم تناحرها على الساحة اللبنانية، فمن يدفع الثمن هو الشعب اللبناني الذي يُفرض عليه الانتظار أشهراً من أجل تاليف حكومة، وأشهراً للاتفاق على بيانها الوزاري، وأشهراً كي يتأقلم الوزراء مع ملفاتهم، فتبقى الملفات الحياتية والاجتماعية والصحية والمالية… عالقة الى ما شاء الله، ويبقى الفساد وما ينتج عنه سيد الموقف.. الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا!. 

 مواضيع ذات صلة:

  1. إتفاق معراب.. كشف سعي التيار والقوات لالغاء الآخرين … مرسال الترس

  2. لماذا لم يستدع الراعي جعجع وباسيل الى الصرح البطريركي؟… مرسال الترس

  3. مسكنة سمير جعجع.. وجموح جبران باسيل!… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal