البترون: بشعلة تسعى لحماية زيتوناتها المعمرة منذ أربعة آلاف سنة… لميا شديد

تستعد بلدية بشعله في أعالي البترون للاعلان عن “محمية زيتون بشعله الأثري” بعد أن شارفت دراسات الكشف عن عمر زيتوناتها المعمرة على الانتهاء وحتى اليوم ما بينته الدراسات هو العمر الاولي للزيتونات والذي يبلغ 2045 سنة، الا أن العمر النهائي سوف يتم الاعلان عنه في 15 ايلول المقبل بعد الانتهاء من كل الدراسات.

بالامس وخلال إطلاق مشروع دروب بشعله تم الاعلان عن عمر زيتونات بشعله الثمانية التي يتراوح قطر كل شجرة منها بين 5 و6 أمتار. الا أن هناك عددا  كبيرا من الأهالي لم يقتنع بالعمر المعلن ويؤكدون أن عمر الزيتونات يتخطى العمر المعلن ويأملون أن يكون العمر النهائي يعود الى حوالى 4000 سنة.

هو تاريخ وعمر وهوية الزيتونات ما شغل بال أهالي البلدة ومجلسها البلدي وانطلقوا في رحلة البحث منذ سنوات مع جهات مختصة وجامعة “أريزونا” الاميركية في سبيل التوصل الى تحديد العمر الدقيق. وبانتظار ايلول المقبل ليصار الى تحديد العمر بالشهر والسنة يستعد مجلس بلدية بشعله والذي وضع هذا المشروع في اولوياته للاعلان عن “محمية زيتون بشعله الاثري” وتحويل ذلك البستان الذي يحتضن الزيتونات الى معلم تاريخي واثري وسياحي ومقصد للسياح وخبراء التاريخ والباحثين في عمق التاريخ.

إنها زيتونات شيخات معمرات تستقبلك عند مدخل البلدة وهي لا تزال تثمر وتعطي زيتونا وزيتا وستجعل من بشعله علامة فارقة على الخارطة السياحية اللبنانية وهي ثروة مهمة وكنز ثمين تعمل البلدية للحفاظ عليها وكشف هويتها الحقيقية التي بدأت تتظهر شيئا فشيئا. ومع الكشف عن عمر الشجرات سينطلق العمل بمشروع متكامل للاهتمام بها وتنظيفها وترميم الموقع والاعتناء به ليكون لائقا بشيخات بشعله.

لقد أثبتت الدراسات أن شجرة الزيتون ولدت قبل أكثر من ستين ألف سنة. وفي بشعله زيتونة معروفة ب «زيتون نوح» وهي مجموعة مؤلفة من عدة شجرات قائمة على جانبي الطريق الرئيسي عند مدخل بشعله الجنوبي على ارتفاع 1250 مترا عن سطح البحر يقال إن عمرها يفوق الستة آلاف سنة تتميز بجذوعها الضخمة اذ يبلغ أسفل إحداها حوالى ثلاثين مترا لدرجة أنها استعملت لحماية الماشية في فصل الشتاء. ومع أنها اصبحت مجوّفة لا تزال تعطي الثمر بشكل طبيعي.

ويروي أحد ابناء البلدة أنه قبل ردم “قرقارة” الزيتونات عند تنفيذ أعمال شق الطرق منذ سنوات كان قطر الشجرة بين 5 و6 أمتار وهذا ما سيصار الى اعادة اظهاره، والأهالي من كبار السن يتذكرون أن كانوا يمضون ساعات يلعبون فيها  داخل “قرقارة” الزيتونات.

ومن الروايات أن  راعي الماشية كان يدخل الى “قرقارة” الزيتونات ويبيت ليلته فيها مع 30 رأس ماعز وجمل” وأن “مبيضي النحاس الذين كانوا يجولون في القرى والبلدات لتبييض الاواني النحاسية، وكان عددهم يتراوح بين 20 و30 شخصا كانوا يمضون في “قرقارة” الزيتونات 3 ليالي وأكثر.

ويقول المهندس رولان عنداري  من برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان الممول من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية: “ان هناك عدة طرق لتحديد العمر وهناك طريقة نعتمدها حاليا لتحديد عمر هذه الزيتونات بشكل جيد ودقيق جدا وتم اختيار الاشجار بالتعاون مع البلدية وجمعية بشعله للتنمية وانتقينا جامعة “أريزونا” التي هي الافضل بين الجامعات في العالم التي تستطيع تحديد عمر الزيتون بطريقة C14 حيث قام أحد الخبراء المعتمدين الدكتور رمزي توشان  الذي حضر خصيصا من اميركا بأخذ العينات بيده الى أريزونا بمساعدة الدكتور عصام بشور من جامعة AUB وبمساعدة من الدكتور جان اسطفان  كل ذلك في سبيل تحديد العمر. وقبل اسبوع توصلنا الى نتيجة شبه نهائية وسنتابع الدراسة لتحديد العمر بأكثر دقة لاحقا.

وشدد الدكتور ميلاد رياشي على “اهمية اعطاء القيمة الفعلية لزيتونات بشعله لأنه في كل العالم لا يوجد مثل هذه الثروة. لقد حاولنا من خلال دراسة اجرينا في مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الكشف عن العلاقة بين هذه الزيتونات والزيتون الموجود في لبنان. ومنذ 2008 بدأنا بالدراسة واسكملناها بالدراسة الحالية التي ستظهر نتائجها مع الاشارة ان هذه الزيتونات هي كنز وثروة لا مثيل لها في لبنان.”

وأكد رئيس بلدية بشعله رشيد جعجع أن “زيتونات بشعله ومشروع المحمية هو في أولوياتنا ونحن فخورون بهذه الثروة التي نبذل كل ما بوسعنا للحفاظ عليها وحمايتها من اي تلوث أو اي أذى وضرر. هذا حلمنا ونراه اليوم يتحقق مع ظهور أولى النتائج وبانتظار النتائج النهائية بعد حوالى الشهرين سيتم العمل على تنفيذ خطة تعيد للزيتونات قيمتها وأهميتها التاريخية والاثرية.”

Post Author: SafirAlChamal