هل العالم على مشارف هدم المسجد الاقصى؟… مرسال الترس

يبرهن الكيان الصهيوني يوماً بعد آخر ومنذ سبعة عقود أنه مصممٌ على تنفيذ كامل أجندته المتعلقة بالدولة اليهودية، غير آبه إطلاقاً بكل ما يسمى بالمسلمين والعرب وحقوقهم!..

قبل سبعة عقود كاملة وفي حين كان العرب والمسلمون يتحدثون لغة واهداف الامة الواحدة، اقدم اليهود بدعم غير محدد من قبل بريطانيا العظمى الدولة المنتدبة على فلسطين وسواها، وبتأييد غربي، وغض طرفٍ دولي على طرد الشعب الفلسطيني من أرضه وإحتلال فلسطين المقدسة، وقامت القيامة العربية بالتصريحات والمواقف من دون أن تستطيع أن تغيّر في الواقع قيد أنملة..

وفي العام 1967، أكملت الدولة اليهودية مخططها وبدعم غربي غير محدود، فأحتلت مدينة القدس بكامل مقدساتها المسيحية والاسلامية، بحجة أن الدول العربية تريد تدمير اسرائيل. وقامت القيامة العربية مرة أخرى عبر التصريحات والمواقف والاناشيد ومن دون أن تبدّل فاصلة واحدة في المخطط اليهودي!

وفي مطلع العام 2018 أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن نقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، أي الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة للدولة اليهودية، وهو الحلم الذي كان يراود اليهود والصهيونية العالمية منذ وضع تيودور هرتزل اللبنة الأولى لمخططات إنشاء دولة اسرائيل كدولة قومية لليهود.

ويوم الخميس في التاسع عشر من شهر تموز عام 2018 تحديداً صادق الكنيست الاسرائيلي على ما يسمّى بقانون قومية الدولة اليهودية الذي يفتح باب الهجرة الواسعة أمام اليهود من كل أنحاء العالم، ويلغي حق العودة لفلسطينيي الشتات، ويعتمد اللغة العبرية لغة للدولة، مهمشاً العرب الموجودين داخل الكيان ولغتهم وحيثيتهم. وقد عمد النواب العرب داخل الكنيست (المهددون بالطرد منها كما جاء على لسان نائب يهودي منذ فترة) بتمزيق النصوص المتعلقة بالقانون الجديد. وقد بدأ العالم يسمع مرة جديدة التصريحات والمواقف العربية وربما الاغاني الرافضة لهذا القانون الذي لن يستطيع أحد في العالم تغيير عبارة واحدة فيه!.

اذاً لم يبق أمام الدولة اليهودية الاّ خطوة واحدة، ألا وهي هدم المسجد الاقصى وبناء هيكل سليمان مكانه، وهي تمهد لذلك منذ سنوات حيث أنها تفتش عن آثار للهيكل في أسفل المسجد الاقصى الذي هو إحدى قبلتيّ المسلمين، وعبر الاقتحام اليومي للمستوطنين والنواب والمسؤولين اليهود لباحات المسجد الذي تعرض لمحاولات الحرق أكثر من مرة على أيديهم..

وربما غداً، كما يتوقع الجيولوجيون ستحدث هزة أرضية بقوة أربع درجات لا أكثر، (وتكون ناتجة ربما عن تفجير متعمد أو اختبار عسكري) فينهار المسجد الاقصى بسب التجويفات في أسفله وتباشر الدولة اليهودية ببناء هيكل سليمان. وعندها كما يتوقع المراقبون- وبظل تشرذم عربي واسلامي لا سابق له – باطلاق المواقف والتصريحات والنواح على المسجد الاقصى لبضعة اشهر أو سنوات لحين حصول أمر جلل يُنسي العرب تلك الكارثة التي حلّت بهم، والعالم باكمله بالتأكيد سيكون متفرجاً لأنه ليس معنياً أكثر من أصحاب الأرض والمقدسات!..

Post Author: SafirAlChamal