يلعب الطفل مارك كاجيكيان بحماس كبير، بين اطفال بسنه لا يتجاوزن ال 11 سنة، على ارض ملعب التنس في بشمزين، وسط تفاؤله الكبير بفوزه بهذه البطولة، اسوة بالبطولات التي خاضها في كارولينا – اميركا حيث كان، وجعلته يتاهل لمستويات اعلى، رغم فقدانه احد رجليه جراء مرضه بالسرطان، وتعويضه عنها باخرى اصطناعية.
ببسمته المحببة على قلوب كل من يعرفه، يمارس مارك هوايته المفضلة التي اكتسبها من والدته، منذ ان كان في الرابعة من عمره، وتميز بها، وتحدى مرضه وكل الصعوبات من اجلها بنجاح.
لم يستطع السرطان قهر مارك او قتل الطموح والامل لديه. فاخذ قراره الجريء، امام خيارات الاطباء، ببتر رجله المصابة بالمرض، وتركيب اخرى، ليواصل حياته دون ألم على ألا يعاوده المرض..
بعد العملية استعاد مارك قوته، وعاود ممارسة هوايته بشجاعة وأمل بغد افضل. لاسيما ان طموحه يدفعه ليكون لاعبا عالميا، ويخوض اقوى البطولات. حيث انه شارك في اميركا بعدة بطولات، رغم حالته الصحية، وفاز فيها، وتأهل لبطولات اعلى، ما مكنه من تحقيق احلامه والتعرف على لاعبين عالميين واللعب معهم والفوز عليهم مثل روجيه فادارير ورفايل نادال..
لدى مارك صفحة على الفايسبوك يتابعها كثيرون ويتواصلون معه، فقد تمكن من تحقيق مكانة له، رغم صغر سنه، وتحول الى مثل اعلى للاولاد، لاسيما لمن لديهم مشاكل جسدية او معنوية، اذ انه يقدم لهم خبرته لتخطي مشاكلهم وكثيرا ما ينجح بذلك. حيث ان لديه الكثير من الاصدقاء، يؤمنون بما يؤمن به من تحد بان″لا شيئ مستحيل تحت الشمس″. وانه ″بالامكان تحدي الاعاقة بالتميز والنجاح″.
وبات من اصدقاء مارك عبر اليوتيوب الشاب حنا النكت الذي طمح للتعرف عليه واللقاء به. فقصد نادي التنس لرؤيته وهو يلعب، غير مصدق ما راته عينيه، رغم انه هو ايضا تحدى اعاقته الجسدية التي تسبب بها خطأ طبي اثناء الولادة. وبات حنا يرغب لعب التنس اسوة بمارك الذي تبرعت عائلته بتقديم كرسي له لتحديه الاعاقة الجسدية، وتحقيق رغبته، وتدريبه على يد بطل لبنان ابراهيم بوشاهين. اذ ان حنا ″رغم الصعوبات″ التي تواجهه في لبنان اسوة بغيره ممن يعانون حالته، يتابع حياته باقدام وتحد حتى انه يدرس في جامعة البلمند في اختصاص العلوم السياسية والادارية، وقد اجتاز السنة الثانية بنجاح ويدرس الثالثة، ولا شيئ يعيقه انطلاقا في حياته ومن ايمانه بان ″الخلل بالعقل وليس بالجسم″.
