عكار: التلوث يخنق المواطنين.. والمعنيون يكتفون برفع التقارير…نجلة حمود

يستمر إهمال بلديات عكار وتجاهلها لأبسط الواجبات الملقاة على عاتقها لجهة المحافظة على النظافة العامة وسلامة الطرق وغيرها.

وفي الوقت الذي تتكثف فيه المؤتمرات والندوات واللقاءات تحت عناوين إنمائية متعددة، الا أن الحرمان والفوضى والاهمال والفساد يبقى سيد الموقف في كل ما يخص محافظة عكار، في ظل غياب المساءلة والمحاسبة من قبل المعنيين.

تقارير لا تقدم ولا تؤخر كما لا يحتاج الواقع في عكار للشرح والاستفاضة في التفصيل، النفايات في المكبات العشوائية وحرقها مستمر من دون أي خجل، والبلديات التي تستفيض في الحديث عن الانماء والتنمية هي في حقيقة الأمر عاجزة عن جمع وكنس النفايات المنتشرة في عكار ان كان عند مدخلها أو طريقها الدولية.

في غضون ذلك، يئن المواطنون من انقطاع الكهرباء وارتفاع نسب التلوث حيث ترتفع الصرخة في بلدة برقايل بسبب السموم المنبعثة من مكب بزال، كما ترتفع صرخة الأهالي في بلدة الشيخ محمد العكارية بسبب إهمال البلدية لأحياء في البلدة، وتحديدا حي بيادر الشيخ محمد حيث تتعمد البلدية اهمال القيام بأعمال النظافة، فضلا عن إهمالها تعبيد الطريق التي لا تصلح حتى لسير الدواب، والأخطر من كل ذلك اللجوء الى حرق النفايات وسط المنازل. وبالرغم من مناشدة ما يقارب الـ500 مواطنا للبلدية رفع الضرر عنهم وعن أطفالهم الا أن اية بوادر حل لا تظهر في الأفق.

ويتضح يوما بعد يوم أن محافظة عكار ليست ضمن خريطة الدولة على الاطلاق، إذ لم تبادر الأجهزة المعنية في الوزارات الى الكشف على المكبات العشوائية المنتشرة في مختلف أرجاء المحافظة والتي يعمد البعض الى حرقها باستمرار ضاربين بعرض الحائط كل المعايير الصحية. ولعل إنتشار الروائح الكريهة وتلوث المياه والتربة وتلوث المزروعات في سهل عكار خير دليل على مدى خطورة الواقع.

لا يخفي المزارعون أيضا إمتعاضهم مما يجري، مؤكدين أن النفايات مكدسة في مجاري المياه والأنهر الرئيسة التي تحولت الى مجاري للصرف الصحي وجميعها تصب في سهل عكار.

أمام هذا الواقع، يتساءل أبناء عكار عن جدوى القرارات والتعاميم الصادرة عن الوزراء أو عن المحافظ أو عن البلديات، والتي تبقى كلها مجرد حبرعلى ورق من دون القيام بأي تحرك جدي من شأنه الحد من مخاطر هذه المكبات، أو أقله طلب الكشف عليها من قبل طبابة قضاء عكار التي تتذرع بأنها لم تتلق اي شكوى عن هذه المكبات. ويبقى المواطن العكاري متروكا لمصيره البائس يستجدي من دون جدوى.

Post Author: SafirAlChamal