فرنسا بطلة مونديال روسيا المجنون…عزام ريفي

إنتهى العرس الكروي العالمي في روسيا بعد 32 يوما من الحماس والتشويق والمتعة الكروية التي لا توصف، بتتويج المنتخب الفرنسي، واحرازه لقبه الكروي العالمي الثاني في تاريخه، بمباراة سُجل فيها 6 أهداف، 4 منها لصالح الديوك الفرنسيين، على حساب المنتخب الكرواتي، الذي قدم مباراة أكثر من رائعة هجومياً، لكنه دفع ثمن أخطاء دفاعه المشتت، ليحل في المركز الثاني وتنتهي بذلك مجريات وأحداث مونديال روسيا المجنون.

أربع سنوات ستفصلنا، عن المونديال المقبل في قطر والذي ستجري أحداثه بحسب قرار رئيس الفيفا جياني إنفاتينو في الفترة الممتدة بين 21 تشرين الثاني و18 كانون الأول مراعاة للظروف المناخية التي تشهدها قطر خلال الصيف..

سيطرت المفاجآت على أحداث المونديال الروسي، فبعد عدم قدرة كل من ايطاليا وهولندا على التأهل الى كأس العالم الحالي، وخروج حاملة اللقب ألمانيا من الدور الأول، ومغادرة وصيف النسخة السابقة منتخب الأرجنتين، وكل من اسبانيا، والبرتغال من الدور الثاني، حيث عادت البرازيل وانضمت اليهم بخروجها من الدور ربع النهائي، وانكلترا من الدور نصف النهائي، ليتمكن كل من منتخب الديوك ومنتخب كرواتيا من الوصول الى المباراة النهائية.

مشوار فرنسا في مونديال روسيا

جمعت قرعة كأس العالم المنتخب الفرنسي، مع منتخب أوستراليا، الدنمارك والبيرو ضمن المجموعة C.

كانت بداية المشوار الفرنسي صعبة، حيث بدا منتخب الديوك الذي خاض نهائي بطولة أمم أوروبا عام 2016، وخسر فيها من قبل البرتغال، مشتتاً وغير منظم.

خاض الديوك مباراته الافتتاحية ضد منتخب أوستراليا، وفاز عليه بصعوبة كبيرة (2-1)، ليعود ويفوز بهدف يتيم على نظيره البيرو المصنف (11) في ترتيب الفيفا، مقابل تعادل في المباراة الأخيرة في المجموعة أمام الدنمارك (0-0)، وقد طرح ذلك العديد من الشكوك في إمكانية ذهاب الفرنسيين بعيدا.

في الدور الثاني ظهر المنتخب الفرنسي بوجه آخر، وتألق بفوزه على الأرجنتين (4-3)، بتسجيله 4 أهداف في مباراة واحدة، الأمر الذي لم يستطع القيام به في ثلاث مباريات في دور المجموعات حيث سجل 3 أهداف فقط.

تابع المنتخب الفرنسي تألقه و تقديمه الأداء المتصاعد بالفوز على الأوروغواي بنتيجة (2-0) في ربع نهائي، وانتصاره على المنتخب الذي أقصى البرازيل، الشياطين الحمر بلجيكا في نصف النهائي بهدف مقابل لا شيئ، ليضمن بذلك تأهله الى المباراة النهائية.

مشوار كرواتيا في مونديال روسيا

لم تكن المجموعة D التي ضمت كل من كرواتيا، الأرجنتين، آيسلاند ونيجيريا، بالمجموعة السهلة بالنسبة لكرواتيا خصوصاً قبل بداية المونديال، حيث لم تكن مرشحة للذهاب أكثر من الدور الأول، برأي المحللين الكرويين.

يمكن القول أن منتخب كرواتيا خلق من رحم مونديال روسيا، قوة وعزيمة، وفاجأ الجميع وذلك بتأهله الى الدور الثاني أولاً في مجموعته، بفوزه في مباراته الإفتتاحية على نيجيريا (2-0)، وبفوز تاريخي بفضيحة كروية على منتخب الأرجنتين بثلاثية نظيفة، وفوزه في المباراة الثالثة على آيسلاند (2-1).

تراجع الأداء الفني للمنتخب الكرواتي بعض الشيئ في الأدوار الاقصائية، لكن الشخصية القوية التي تمتع بها، وعقلية الفوز كانت ما زالت حاضرة، والتي كانت سبب تأهله الى نصف النهائي بعد لعبه مباراتين بـ 120 دقيقة و فوزه على الدنمارك وروسيا بضربات الحظ الترجيحية، ليعود ويصنع التاريخ بتأهله الى المباراة النهائية بعد لعبه أيضاً 120 دقيقة أمام إنكلترا وفوزه بنتيجة (2-1).

المباراة النهائية بين فرنسا وكرواتيا

شهد اليوم الأخير من مونديال روسيا وقبل إنطلاق المباراة النهائية احتفالات توديعية تعبرعن الثقافة الروسية الواسعة، وبعد انتهائها، قام القائد السابق لمنتخب ألمانيا فيليب لام بتسليم كأس العالم الذي حملته الماكينات الألمانية أربع سنوات ماضية منذ عام 2014.

كان شوط المباراة الأول ناري حيث سُجل فيه ثلاثة أهداف وتكتيكي بامتياز، خصوصاً أن طريقة لعب المنتخبين متشابهة، فكلاهما يعتمدان الهجمات المرتدة والسريعة في الهجوم، وكلاهما تكمن خطورته في الكرات العرضية، هذا بالإضافة للدفاع المحكم، و تضييق المساحات أمام هجوم الخصم.

بالرغم من تفوق الكروات في شوط المباراة الأول، وإتاحته الفرص العديدة لهم، وتهديدهم شباك منتخب الديوك، الا أن هدف السبق في المباراة كان من نصيب فرنسا، من ركلة حرة تحولت الى هدف جاء من نيران صديقة، بعد ارتطام الكرة برأس منزوكيتش في الدقيقة (18)، تقدم من خلالها الديوك (1-0).

الروح القتالية للمنتخب الكرواتي التي امتاز فيها منذ بداية المونديال، كانت حاضرة كالعادة، فلم تمض 10 دقائق حتى استطاع الكروات تعديل النتيجة (1-1) في الدقيقة (28)، عن طريق اللاعب بيريسيتش.

بعد غياب تقنية الفيديو عن مجريات الدور ربع النهائي، ونصف النهائي، عادت لتهدي منتخب الديوك الهدف الثاني الذي سجله غريزمان من ضربة جزاء لينتهي الشوط الأول بتقدم فرنسي بالرغم من الأداء الضعيف فنياً  قياسا مع كرواتيا بنتيجة (2-1).

تابع المنتخب الكرواتي الضغط الهجومي في النصف الثاني من المباراة، بطموح عال ورغبة جامحة لتسجيل هدف التعادل من قبل اللاعبين، لكن الكرة كانت ضدهم، فالمنتخب الكرواتي كان يقوم بالهجوم، في حين كان المنتخب الفرنسي يقوم بالتسجيل وبشكل عجيب وغريب، بفعل أخطاء دفاعية قاتلة ومن دون أي ردة فعل أو تحرك من قبل الحارس الكرواتي، لتكون الطريق مفتوحة تماماً أمام الكرة لتلامس الشباك في الدقيقة (59) من اللاعب بوغبا والدقيقة (65) بواسطة اللاعب مبابي، لتكتسح فرنسا، منتخب كرواتيا بأربع أهداف.

ظن الجميع أن المباراة توقفت عند هدفها الخامس، لكن اصرار المنتخب الكرواتي على التسجيل، وسط ارباك من قبل الحارس الفرنسي، تحول الى هدف سجله منزوكيتش في الدقيقة (69) لتصبح النتيجة (4-2).

كان التعب والارهاق البدني على لاعبي الكروات واضحاً، حيث لم يستطيعوا أن يغيروا شيئاً في النتيجة، لتنتهي المباراة بفوز الديوك الفرنسيين، واحرازهم لقبهم الثاني في تاريخ مشاركاتهم في كأس العالم، لينتهي بذلك مونديال روسيا 2018 المجنون بتتويج لاعبي منتخب فرنسا الذين نظموا إحتفالات هستيرية على أرض الملعب.

ألقاب المونديال:

منتخب فرنسا ( أحرز كأس العالم)

اللاعب الفرنسي مبابي (أفضل لاعب ناشئ)

اللاعب الكرواتي موديريتش (أفضل لاعب نال الكرة الذهبية)

اللاعب الانكليزي كين (هداف المونديال برصيد ستة أهداف)

حارس منتخب بلجيكا (أفضل حارس مرمى).

Post Author: SafirAlChamal