لماذا لم يستدع الراعي جعجع وباسيل الى الصرح البطريركي؟… مرسال الترس

إنشغلت الساحة المسيحية في لبنان هذا الاسبوع بتقدير مضمون الخطوة التي يمكن أن يُقدم عليها الصرح البطريركي الماروني، إزاء التجاذبات الحادة القائمة منذ فترة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية على خلفية تشكيل الحكومة الجديدة وحجم كل منهما فيها، والتي وصلت الى حد التوتر بين مناصري الطرفين. الامر الذي أعاد الى الاذهان هواجس الصراعات الدامية، والتدمير شبه الممنهج لمقومات المجتمع المسيحي في لبنان، والامتدادات السلبية على مسيحيي الشرق ككل!.

صحيح ان البطريرك الكاردينال بشارة الراعي قد استدعى عرابي ″اتفاق معراب″ النائب ابراهيم كنعان كممثل عن التيار، والوزير ملحم الرياشي كممثل عن القوات، وتناول طعام الغداء معهما في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وحمّلهما رسالة الى اصحاب الشأن للعمل على حل الاشكالات.

ولكن هناك من طرح التساؤلات عن عدم دعوة “أصحاب القرار” أي رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بدل الاكتفاء بالبدل عن ضائع! الامر الذي سارع الى الاجابة عليه أكثر من طرف مراقب حيث كان هناك تنبيه لخطورة اعتماد مبدأ المصالحات الشخصية لأن السوابق في هذا المجال غير مشجعة – لا بل خطرة – في العديد من المحطات السابقة! وتم التوقف عند التالي:

أولا: أن الصرح البطريركي له تجارب مرّة مع الزعماء الموارنة المتطاحنين في طريق السباق الى قصر بعبدا، وما من مرة حصل مثل هذا الامر الاّ وانتهى بكارثة، أو على أصغر تقدير بقطيعة للصرح، على خلفية أن كلاً من الحاضرين كان يتهم بكركي بالوقوف الى جانب الطرف الآخر!

ثانيا: بعض المتابعين يرددون في مجالسهم ان هناك من همس في أذن بكركي كي تتأنى بخطواتها في جمع المتخاصمين مباشرة، كي لا تُتهم من قبل الآخرين بانها تغطي اتفاقاً لتقاسم السلطة بين فريقين فقط على الساحة المسيحية مما يعني ضمناً مباركتها لذلك، أو على الاقل موافقتها على استبعاد بقية الافرقاء! وفي هذا السياق يشير المتابعون الى ان بعض المستشارين لبكركي المتضررين من هذا الاتفاق، كانوا وراء تسويق الفكرة بدعم من متضررين آخرين، وبذلك ضربوا أكثر من عصفور بحجر واحد!

لذلك لوحظ أن البيان – الرسالة الذي حرص البطريرك الراعي على تعميمه بدل إبقائه سراً كما يحصل في التوافقات وراء الابواب المغلقة، والتي غالباً ما تكون ملغومة أو لا توافق المصلحة العامة، قد تضمن عناوين عريضة بعيدة عن الحسم!

حيث لوحظ أن البيان – الرسالة شدّد على الطرفين الابتعاد عن التخاطب الاعلامي وشبكات التواصل الاجتماعي التي تشحن الاجواء والنفوس، مركزاً على وجوب أن لا تكون العلاقة السياسية بين الطرفين مرهونة لبعض الاستحقاقات (أي انتخابات رئاسة الجمهورية) وهنا لب المشكلة المستعصية. فمن من الطرفين سيتنازل للاخر عن دوره مثلاً؟.

البيان – الرسالة  شبهه بعض المراقبين بالعظة التي يلقيها الكاهن في قداس يوم الاحد حيث يستمع اليها الجميع ولكن قلائل جداً هم الذين يعملون بهديها. وانطلاقاً من ذلك لا يرى “المتفائلون” أن امكانية جمع جعجع وباسيل متوفرة لأنهما على طرفي نقيض، وأن أي لقاء بينهما سيزيد في طين الخلافات بلّة، لا بل على الارجح سيزيد من حدتها،(وفي هذا السياق لوحظ أن تصريح رياشي في الديمان تحدث عن اختلافات يمكن أن تحصل، فيما أشار كنعان الى أراء متنوعة)، ولذلك ينصح المتفائلون بالسعي لترطيب الاجواء – ولاسيما بين مناصري الطرفين – باعتبارها أنجع الحلول المتوافرة في المدى المنظور!

مواضيع ذات صلة:

  1. مسكنة سمير جعجع.. وجموح جبران باسيل!… مرسال الترس

  2. من يخطط لبدء العدّ العكسي لعهد الرئيس عون؟… مرسال الترس

  3. لعنة الـ 93% من المسيحيين.. ما لها وما عليها!… مرسال الترس

Post Author: SafirAlChamal