عودة النازحين السوريين بوادر أزمة قد تنفجر في اي لحظة…عمر ابراهيم

يؤكد مصدر متابع لملف النازحين السوريين في لبنان ان اندفاعة البعض نحو إنجاز تقدم على خط عودة النازحين الى بلدهم قد يفجر أزمة سياسية في حال استمرت المماطلة في تشكيل الحكومة.

ويلفت المصدر ان عودة النازحين التي تحظى باجماع كل الأطراف بغض النظر عن التباين في اليات تنفيذها، قد تتحول الى قنبلة قد تنفجر في اي لحظة سياسية حرجة، وتعيد الامور الى نقطة الصفر .

المصدر الذي رفض الأجابة ان كان هناك غطاء حكوميا اعطي للمفاوضين الذين يعملون على تنظيم قوافل العائدين من لبنان الى سوريا، اكتفى بالقول: ″ان هذا الملف لا يعالج بهذه الطريقة وهناك حسابات دولية لا يمكن تجاوزها والقفز فوقها وعودة بضعة مئات او الاف النازحين لا تشكل شيئا من أصل عدد النازحين الذي يتجاوز المليون وفق إحصاءات رسمية″.

لكن من يقف وراء حملة عودة النازحين؟. وهل هناك ضغوط تُمارس عليهم؟، والاهم من ذلك ما صحة رضوخ الامم المتحدة في لبنان للضغوط التي مورست عليها واضطرارها الى تليين موقفها في ما خَص عودة النازحين الراغبين؟، وهل الأصوات التي انتقدت ما أسمته ضغوط على النازحين هي بداية لحملات اكبر قد تعرقل مسيرة العودة وتُخلْق جدلا في البلد؟.

وفق المصادر فان حزب الله كان وضع سلم أولوياته بعد انسحاب المسلحين من الجرود والسيطرة الميدانية على المناطق الحدودية مع سوريا، هو اعادة ما أمكن من هؤلاء النازحين الى قراهم وبلداتهم في الريف الدمشقي والى مدينة حمص.

وتضيف المصادر إن حزب الله الذي يعمل منفردا على هذا الملف، يهمه بالدرجة الاولى إعطاء صورة للراي العام المحلي والدولي انه يساهم في معالجة أزمة إنسانية، وهو لا يهتم لعدد النازحين الذين قد يعودوا عبره بمقدر ما يركز على الشق المعنوي.

وتتابع المصادر يدرك حزب الله ان هذا الملف لا يمكن حله بهذه الطريقة، وهو سياتي ضمن اتفاق شامل للازمة السورية، لذلك فان تركيزه عليه ينصب على نازحين معينين وضمن مناطق محددة.

وتلفت المصادر الى ان التيار الوطني الحر يعتبر عودة النازحين باي طريقة ام المعارك لديه في الوقت الراهن، وذلك لمواجهة خصومه في الشارع المسيحي وتسجيل النقاط عليهم، وتحديدا القوات اللبنانية، باعتبار انه المدافع عن وجود المسيحيين، والرافض لكل اشكال التوطين″.

وتؤكد المصادر ان التيار يستخدم كل اوراقه وهو يضغط وسيستمر لتحقيق ما يريد، في وقت يقف فيه تيار المستقبل في موقع المتفرج، امام ما تصفه الجماعة الاسلامية وحزب التحرير بانتهاكات ترتكب بحق النازحين عبر ضغوطات تُمارس عليهم لإجبارهم على العودة، وآخرها اقفال مركز جمعية البشائر الطبية في ابي سمراء بطرابلس الذي كان يوفر العلاج للنازحين، فضلا عن الليونة الظاهرة في موقف الامم المتحدة حيال عودة بعض النازحين بعد رفضها سابقا واضطرارها الى غض الطرف بعد تهديد الوزير باسيل بوقف إعطاء تصاريح لموظفيها في لبنان.

وتلفت المصادر الى انه اذا استمر الوضع على ما هو عليه من تاخير في تشكيل الحكومة وعدم الاتفاق على آلية لعودة النازحين، فان هذا الملف قد ينفجر ويتحول الى ورقة ضغط داخليا وخارجيا ويؤدي الى ردات فعل غير محسوبة النتائج.

Post Author: SafirAlChamal