الكورة: دودة الإبر تجتاح الصنوبر.. والمطلوب مكافحة سريعة… فاديا دعبول

تجتاح الصنوبر البري كما الجوي دودة الإبر، بعد ان اجتاحته منذ اكثر من سنة ونصف دودة الصندل، ما جعل الاصوات تعلو مطالبة بمكافحة سريعة وفعالة لانقاذ ما تبقى من اشجار معمرة، يُعتمد على انتاجها في الاستهلاك المحلي.

لم يتمكن العديد من الاهالي من مكافحة هذه الدودة، لعدم إمتلاكهم القدرات المالية او الخبرات والادوات، ما اضطرهم الى قطع بعض الاشجار المصابة بشكل كامل، على خلاف جورج نجار الذي تمكن، بفضل رافعة استعان بها من بلدية أميون، من رش اشجاره في بشمزين ومكافحة المرض.

تخترق دودة الإبر الصنوبر وتبيض داخله ويخرج منها يرقات تمتص عصارة النبات، حتى يتحول لون أشجار الصنوبر الى أصفر، وتتساقط أوراقها وتيبس.

ويرى سيزار جبور وهو من كبار الملاكين الزراعيين في كفرعقا أن انتاج المواسم الزراعية يتراجع منذ حرب تموز 2006 وغالبية الاشجار تموت. مؤكدا ان” اهتمام المزارعين بارزاقهم يتراجع لانخفاض المردود المالي، وللغش في المبيدات الزراعية وصعوبة تصريف الانتاج.

ازاء ذلك يشدد الرئيس الفخري لمجلس انماء الكورة المهندس الزراعي جورج جحى على ان الصنوبر يحتاج الى حملة وطنية لعلاج سريع وفعال بالرش بمبيد جهازي، يذوب بعصارة النبات لتتمكن اليرقات من امتصاصه والقضاء عليها.

يتوقف جحى عند اشكالية المكافحة على مستوى تأمين سلامة العمال من روائح المبيد الضارة، وارتفاع المرشات المتوفرة. ويشدد على ضرورة تدخل الدولة لشراء مرشات شاهقة الارتفاع، يتساقط منها المبيد مثل شمسية مفتوحة على الاشجار، بعيدة عن العامل اسوة بالتي كانت تصنع في الاغروتيك، وتصدّر على العراق لرش النخيل. او اعتماد الرش بالطائرات، وبشكل متكرر.

ويدعو جحى الخبراء المختصين بامراض الصنوبر الى ارشاد المواطنين الى السبل الكفيلة بالعناية بهذه الاشجار ومكافحة الدودة.” مركزا على ان “دودة الابر هي من الامراض العامة الشبيهة بالجراد بقضائهاعلى كل اخضر، والجميع معني بالتجند لمكافحتها اسوة بمرض عين الطاووس، الذي يصيب اشجار الزيتون، والمصنف مرض وطني بمرسوم جمهوري صادر سنة 1969 .

وكانت وزارة الزراعة، قد اطلقت العمل مع الفاو، لمكافحة دودة الابر، منذ ان ظهر هذا المرض على اشجار صنوبر جبل لبنان. الا ان وضع الحكومة في حالة تصريف الاعمال شل عملها في اتخاذ القرارات التنفيذية، والمرض انتشر في كل المحافظات دون معرفة الية المكافحة في المناطق.

يذكر ان في الكورة غابات واحراج وتجمعات لاشجار الصنوبر، أمر بزراعتها ابراهيم باشا في القرن التاسع عشر، وقد استجابت البلديات حينها تحت ضغط الادارة القوية الصارمة مثل بلدية بشمزين التي زرعت الصنوبر في عدة اماكن فيها، وكفتون والبلمند وبكفتين وكوسبا ودده  وغيرهم. وهذه الغابات ما زالت موجودة الى جانب اشجار فرادة في محيط المنازل، ويتم الاعتماد عليها في الاستهلاك المحلي، وهي تعد مفخرة المطبخ الكوراني لطيب مذاقها في الماكولات كما الحلويات.

Post Author: SafirAlChamal