هل يسلك نهاد المشنوق طريق أشرف ريفي؟… غسان ريفي

يدرك المقربون من الرئيس سعد الحريري، أن علاقته مع الوزير نهاد المشنوق تتجه الى شفير القطيعة، وأن إعادة ترميمها تحتاج الى كثير من الجهد، كما الى إحياء الثقة التي كانت تجمع بين الرجلين.

من الطبيعي أن المشنوق ليس منهكا الى الحد الذي يدفعه لمغادرة لبنان في إجازة طويلة من أجل الراحة والاستجمام والتفكير، كما أن الحريري ليس مرتاحا على وضعه لدرجة الاستغناء عن ″يده اليمنى″ في السياسة وفي الأمن وفي حكومة تصريف الأعمال طيلة هذه الفترة التي يحتاج فيها رئيس الحكومة المكلف الى إلتفاف كل أعضاء دائرته حوله.. ما يعني أن الأمور ليست على ما يرام.

من المعروف أن نهاد المشنوق لم يكن عضوا في ″تيار المستقبل″، لكنه من أقرب المقربين الى الرئيس الحريري، وصاحب قرار في دائرته الضيقة، وهو لطالما شكل ملاذا لقيادات متقدمة في “التيار الأزرق” لنقل طلب أو لاقناع الرئيس الحريري بفكرة أو بأمر ما.

ثمة همس في دوائر بيت الوسط، بأن الجرة ربما كُسرت بين الحريري والمشنوق الذي قد يعلن إنفصاله من كتلة المستقبل بعد عودته من رحلة الراحة والتفكير، خصوصا إذا لم يبادر الحريري الى تطييب خاطره، وهو ما يستبعده كثيرون من المقربين، لافتين الانتباه الى أن قرار فصل النيابة عن الوزارة الذي إتخذه زعيم المستقبل كان موجها بالدرجة الأولى ضد المشنوق وهو رفض أن يتبلغه عبر وسائل الاعلام، معبرا بذلك عن إنزعاج كبير من هذا القرار.

تشير المعلومات المتداولة ضمن دوائر تيار المستقبل الى أن ثمة عين حمراء من الرئيس الحريري تجاه الوزير المشنوق منذ فترة، خصوصا أن الأخير لم يتوان في أكثر من مناسبة عن تقديم أوراق إعتماده للوصول الى رئاسة الحكومة كبديل عن الحريري، وكان هذا الطموح يتحكم بآدائه وتصرفاته في وزارة الداخلية وفي كامل حركته السياسية، وصولا الى أزمة الحريري في السعودية والتي كشفت (بحسب مقربين) بعض الخفايا التي صدمت “زعيم المستقبل” ومن ثم إنتهاء بالانتخابات النيابية التي تعاطى فيها جميع المرشحين على لائحة الحريري بأنانية مطلقة، بما في ذلك المشنوق الذي سعى للحصول على أكبر عدد من الأصوات التفضيلية ولو على حساب الحريري، وإستخدم نفوذه في وزارة الداخلية للوصول الى مبتغاه، ما أثار حفيظة الحريري، فكان قراره الأول حرمان المشنوق من لقب “صاحب المعالي” باصدار قرار داخلي يقضي بفضل النيابة عن الوزارة.

في المقابل وبحسب المعلومات، فإن المشنوق لم يبادر بعد الانتخابات الى مصارحة الحريري عن الفترة الماضية، أو الى التقرب منه، بل ترك الأمور تتفاعل لدى بعض “المصطادين في الماء العكر” الذين ساهموا في التحريض على المشنوق تماما كما حرضوا سابقا على الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، ليجد المشنوق الذي إستفاد من هذا التحريض آنذاك وشارك في بعضه، أنه يشرب من نفس البئر الذي شرب منه اللواء ريفي، فما كان منه إلا أن سلك نفس السلوك، لجهة رفع سقفه السياسي في وجه الحريري وترجمة ذلك بانسحابه من مجلس النواب لدى إنتخاب نائب رئيس المجلس، وعدم وقوفه مع أعضاء كتلة المستقبل خلال إعلان تسمية الحريري لرئاسة الحكومة في القصر الجمهوري، وصولا الى إعلانه الصريح بأن ماكينة المستقبل طعنته في الانتخابات، وأنه سيذهب للاستراحة والتفكير ثم يعود ليناقش بعض الأمور مع الحريري ويتخذ قراره حيال إستمراره الى جانبه في الكتلة الزرقاء أو إنفصاله عنها.

هذا الواقع يترك سلسلة تساؤلات، لجهة: ما هي مطالب المشنوق للاستمرار ضمن الكتلة الزرقاء؟، وهل سيكون الحريري مستعدا لتلبيتها بما في ذلك كسر قراره وتوزيره في الحكومة المنتظرة؟، أم أن الحريري سيتمسك بقراره بإبقاء المشنوق نائبا فقط ضمن كتلته؟، وعندها، كيف ستكون ردة فعل أبو صالح؟، هل سيكتفي بالخروج من تحت عباءة المستقبل؟، أم أنه سيسلك طريق أشرف ريفي في التفتيش عن حيثية شعبية بيروتية مستقلة تتحول لاحقا الى معارضة شرسة لآداء الحريري، ويدخل بذلك المشنوق عضوا جديدا الى نادي المتمردين على زعيم المستقبل؟!.

مواضيع ذات صلة:

  1. ما هي الخطوات التي سيتخذها المشنوق تجاه المستقبل؟…مرسال الترس

  2. هل بدأ الصراع بين الحريري والمشنوق؟… غسان ريفي

Post Author: SafirAlChamal