عودة المنطق.. الديوك الى نهائي المونديال بعد فوزهم على الشياطين الحمر…عزام ريفي

أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، حيث بدأ منطق كرة القدم يفرض نفسه بعد غياب، وفي ظل سيطرة المفاجآت على مجريات مونديال روسيا وذلك بانتهاء أول مباراة من الدور نصف النهائي، بفوز منطقي ومستحق للديوك الفرنسيين بهدف مقابل لا شيئ في المباراة التي جمعته مع منتخب الشياطين الحمر بلجيكا.

استضاف ملعب أستاد كريستوفسكي مباراة الدور نصف النهائي، بل نهائي مبكر قبل المباراة الختامية برأي المحللين، بين كل من منتخب الديوك ومنتخب الشياطين الحمر.

تاريخ حافل وعريق بين هذين المنتخبين، فهذه هي المباراة ال74، التي تجمعهما في كل المسابقات، حيث استطاع منتخب بلجيكا الفوز في 30 مباراة وفرنسا في 24 مباراة، مقابل 19 تعادل.

صحيح أن تاريخ المواجهات بين المنتخبين، ينصف بلجيكا، لكن الأمور مختلفة تماماً في تاريخ المواجهات التي جمعت بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم، حيث التقى المنتخبان أول مرة في كأس العالم الفرنسي في عام 1938 و كان الفوز من نصيب فرنسا بنتيجة (3-1)، ليعود المنتخبان ليتواجها بعد 48 سنة في مونديال المكسيك عام 1986، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، والتي خسرت فيها بلجيكا بنتيجة (4-2)، لمصلحة فرنسا  التي احتلت المركز الثالث.

بعد مرور 32 عام على آخر لقاء لهم في المونديال، يعود من جديد المنتخبان الفرنسي والبلجيكي ليتواجها يوم أمس في نصف نهائي مونديال روسيا 2018، في مباراة تكتيكية بامتياز انتهت بهدف وحيد ويتيم لفرنسا، على حساب منتخب الشياطين الحمر، ليتأهل منتخب الديوك للمرة الثالثة في تاريخه الى المباراة النهائية بعد مونديال 1998 الذي فاز فيه باللقب على أرضه، ومونديال 2006 الذي خسر فيه من ايطاليا ليحتل بذلك المركز الثاني.

شهدت المباراة بالرغم من هدفها الوحيد الكثير من الفرص لكلا الفريقين، حيث كانا متكافئين فنياً، تكتيكياً وبدنياً في شوط المباراة الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، ولم يستطع أي من المنتخبين تحويل أي فرصة الى هدف محقق، وبالتالي هز شباك الخصم، مع تألق بارز لحارسي المرميين.

تكامل المنتخب الفرنسي، وانسجام لاعبيه، وازدياد قوتهم التهديفية، وثقتهم بأنفسهم، حيث لم يخسروا في أي مباراة منذ بداية المونديال، جعلهم يتفوقون بنسبة ضئيلة على منتخب الشياطين الحمر، وهذا الامر كان كافيا لتسجيل الهدف الأول والوحيد في المباراة، بتوقيع من اللاعب أومتيتي من رأسية رائعة في الدقيقة (51)، من شوط المباراة الثاني. 

حاول المنتخب البلجبكي اللعب بالطريقة التي يحب وهي اعتماد الهجمات المرتدة السريعة والفتاكة التي نجح فيها بإقصاء البرازيل في الدور ربع النهائي، لكن من سوء حظ الشياطين الحمر، اعتماد مدرب الديوك ديشان خططا استراتيجية طبقها اللاعبون الفرنسيون بحذافيرها على أرض الملعب وبشكل ممتاز أدى الى الحد من خطورتها وفي أكثر الأحيان تمكنوا من تعطيل بنائها، وأجبروا المنتخب البلجيكي على اللعب بالهجوم الكلاسيكي في شوط المباراة الثاني، حيث قاموا بخلق فرص حقيقية، لكن الدفاع الفرنسي المحكم، و الحارس المتألق لمنتخب فرنسا، وقفا أمام طموح منتخب بلجيكا لتعديل النتيجة، ونجح الفرنسيون في الحفاظ على نظافة شباكهم، ليودع الحصان الأسود لمونديال روسيا المميز كأس العالم من نصف النهائي، ليبقى الوصول الى المباراة النهائية مجرد حلم يراود جماهير المنتخب البلجيكي لأربع سنوات مقبلة.

Post Author: SafirAlChamal