عبد المجيد الرافعي.. الرمز…بقلم: الدكتور خالد زيادة

ثمة اشخاص يدخلون في الذاكرة ولا يغادرونها، هكذا هو عبد المجيد الرافعي الذي اصبح منذ دخوله المعترك النضالي رمزا من رموز القومية العربية، ورمزا من رموز مدينة طرابلس.

فقد ارتبطت المدينة خلال ستين سنة (1957-2017) بنضال هذا الرجل الذي لم يكل ولم يلين ولم يتبدل، فكان صموده يعادل انسانيته، وصلابته تعادل طيبته وهو الطيب والرافعي.

منذ ترشحه للمرة الاولى الى الانتخابات النيابية عام 1957، اصبح الدكتور عبد المجيد الرافعي ضمير الوطنية ورمزا للشباب الذين ينشدون التغيير وناطقا باسم العروبة.

وفي انتخابات عام 1960، فاز الطيب عبد المجيد ليس في الانتخابات فحسب كما تقول الوقائع والاخبار، ولكنه نجح في ان يصبح عنوان النضال والاحرار رغم كل الظروف.

وخلال مسيرته الطويلة جابه الظروف الصعبة لكنه لم يتراجع ولم ييأس ولم يتغير.

لم تكسر صلابته الصعوبات ولم تغيره الانتصارات، ولم يستسلم لاغراء المناصب، فالطبيب الانساني الذي يلبي نداء المرضى باعتباره نداء الواجب، كانت الثقة بإنسانيته تعادل الثقة به مناضلا صلبا لا يلين.

اصبح الحكيم كما يحلو لابناء المدينة تسميته، رمزا من رموز طرابلس، يجمع حكمة الطب وحكمة الخبرة والمعرفة، وبقي في سريرته الطرابلسي الطيب الذي لم ينس ابناء مدينته مهما باعدت المسافات والظروف بينه وبينهم.

عبد المجيد الرافعي من الشخصيات التي تتحول الى رموز، فلا يمكن ان نذكر تاريخ طرابلس السياسي دون ذكر اسمه، ولا يمكن ان نؤرخ للنضال القومي دون الوقوف امام قامته التي بقيت شامخة وستبقى..

Post Author: SafirAlChamal