ما هي ″لعبة مريم″ التي تدفع الأولاد الى الانتحار؟… بشرى تاج الدين

بعد التحذير الذي نشرته شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي، من وقوع المراهقين والأطفال في لبنان ضحية لتطبيقي ″الحوت الأزرق″ و″مريم″ اللذين يُحمّلان على أجهزة الهواتف الذكية، ويدفعان اللاعبين بهما إلى الانتحار، تستعد قوى الامن لتنظيم حملات توعوية في المدارس والثانويات، بالإضافة الى التعاون مع المجتمع المدني والجمعيات ووزارة التربية لمراقبة الطلاب وضرورة متابعة الأهل لأطفالهم والإصغاء إليهم ومراقبة سلوكهم والتنبه لهم.

يذكر ان لعبة ″الحوت الأزرق″ قد تم حجبها مسبقاً عن متاجر التطبيقات ″غوغل بلاي″، والعمل جار اليوم، على حجب لعبة ″مريم″ أيضاً، ومنعها من التحميل سيتم بأسرع وقت ممكن.

وكانت هيئات مدنية دقت ناقوس الخطر، بعد أن سجلت مؤخراً حادثة انتحار فتاة تبلغ من العمر 13 عاما شنقا بسبب لعبة ″مريم″ الإلكترونية، في منطقة طريق الجديدة، حيث باشرت القوى الأمنية التحقيق في وفاة الفتاة “ي.ع”، فيما رفضت عائلتها التحدث بانتظار نتائج التحقيقات، إضافة الى طفلة أخرى تبلغ من العمر عشر سنوات، حاولت الانتحار أربع مرات على الأقل، وغيرها كثيرون من تونس والجزائر والمغرب وفرنسا والبرازيل وروسيا والسعودية والهند، عدا عن عدة حالات إيذاء للنفس بسبب هذه اللعبة القاتلة.

يذكر أن لعبة ″مريم″ هي لعبة شبيهة بلعبة ″الحوت الأزرق″ القاتلة، تكمن قصتها في وجود طفلة صغيرة اسمها مريم، تاهت عن منزلها، وتريد المساعدة من المستخدم لكي تعود إلى المنزل مرة أخرى. وخلال رحلة العودة إلى المنزل تسأل مريم عدداً من الأسئلة منها ما هو خاص بها، ومنها ما هو سياسي، إلى جانب أسئلة خاصة بالمستخدم اللاعب.

بعد ذلك تطلب الطفلة اللعبة أن تدخل غرفة معينة لكي تتعرف إلى والدها، وتستكمل الأسئلة، وكل سؤال له احتمال معين، وكل سؤال مرتبط بإجابة السؤال الآخر، وقد تصل إلى مرحلة تخبر فيها مريم أنها ستستكمل مع اللاعب الأسئلة في اليوم التالي. هنا يجب على اللاعب الانتظار مدة 24 ساعة حتى يستطيع استكمال الأسئلة مرة أخرى.

تتميز اللعبة بمرئيات ومؤثرات مرعبة تثير جواً من الرعب في نفس اللاعب وحالة من الاندماج، فضلاً عن قدرتها على إيحاء تهيؤات للاعبها مثل سماع موسيقى صادرة من الهاتف أثناء الليل، وتكمن مخاطرها في عدة أمور أبرزها:

أولا: قدرة اللعبة على الحصول وجمع معلومات شخصية عن المستخدم، الامر الذي ينتهك خصوصيته، ودخولها الى ملفاته على هاتفه من دون اذن.

ثانيا: تحفيز الاطفال والمراهقين على ايذاء أنفسهم، بالإضافة الى التأثير على طريقة تفكيرهم.

ثالثا: استخدام رسائل تسويقية خاطئة ومضللة للترويج للعبة.

رابعا: دخول اللعبة في متاهات سياسية.

من هو مؤسس اللعبة؟

لعبة مريم التى انتشرت يوم 7 آب عام 2017 ،على أجهزة الآيفون فقط، وتم إنشاؤها من قبل سعودى يُدعى سليمان الحربى، والتى يعتقد البعض بأن هدفه سياسي بسبب المشاكل بين الدول العربية ودولة قطر، فمريم تطرح عليك سؤالا: ″سمعت أن دول الخليج تعاقب قطر″ فهل ″قطر مذنبة؟″، أو ″نعم تستحق ذلك″.. لذلك، أنت مُعرض للعقاب من الأجهزة الأمنية بسبب مشاركة موقفك السياسي فى لعبة، رغم أن مؤسس اللعبة قال إن هذا خطأ فى اللعبة، وسوف يتم حذف السؤال.

أما السبب العلمى للانتحار فيفسره علم النفس بأن تلك الألعاب تلعب على غريزة الفضول، فعندما تطلب منك ″لعبة مريم″ أنها سوف تكمل معك غدًا، فسوف تثير فضولك لكى تعرف ماذا تخبىء لك، وبالتالى أصبحت المُتحكمة بك وليس أنت، ولأنك تُريد أن تعرف المزيدَ سوف تُكمل ما بدأته معها، وهو ما يُطلق عليه فى علم النفس (الاستدراج)، أى تستدرجك إلى أن تخضع لسيطرتها بالكامل، وهذا الأمر شائع لدى المراهقين، الذين يجلسون بالساعات أمام الهاتف المحمول. وتستدرجهم اللعبة، وينفذون كل أوامرها، حتَّى لو طلبت منك الانتحار، لأنك تريد أن تعرف المزيد عنها.

Post Author: SafirAlChamal