القلمون: عندما تتحول المشاريع من نعمة الى نقمة… إسراء ديب

يتجنّب الكثير من المواطنين اجتياز طريق بلدة القلمون البحرية بسبب كثرة الحفريات التي أغرقت هذه البلدة التي تحتضن على طول طريقها الساحليّة أهمّ المنتجعات السياحية التي تستقطب في فصل الصيف الآلاف من المواطنين الذين يضطرون لعبورها.

هذه الحفريات تضع المواطنين عرضة  للضغط والمعاناة اليومية بسبب أزمة السير الخانقة، في ظلّ غياب عناصر شرطة السير أو البلدية، فضلًا عن الأضرار التي تلحق بسياراتهم، والإشكالات التي تحصل على خلفية أفضلية المرور، في مشهد يعكس الآلية المتّبعة من قبل الجهات المعنية في تنفيذ هكذا مشاريع حيوية ما تلبث أن تتحوّل في كثير من الأحيان من نعمة الى نقمة.

هذا المشروع الذي انطلق قبل نحو عامين، من ضمن مشاريع مجلس الإنماء والإعمار لجرّ مياه الشفة الى القلمون، من دون الاعلان عن المدة الزمنية لانتهاء تلك الأعمال، يثير حالة من الاستياء لدى المواطنين الذين كانوا ينتظرون إجراءات عملية تُساهم في التخفيف من أضرار هكذا مشاريع لجهة الإسراع في تنفيذها واتخاذ الحدّ الأدنى من شروط السلامة العامة لجهة وضع إشارات تحذيرية على طريق تغيب عنها الإضاءة العامّة بشكلٍ عام.

يُؤكّد رئيس بلدية القلمون طلال دنكر لـ″سفير الشمال″ أنّ المشروع كان خُصّص لجرّ مياه الشفة في المنطقة من خلال الاستفادة من المياه المتوافرة قرب منتجع ″الميرامار″، وذلك بسبب تزايد الحاجة إلى هذه المياه، في ظلّ تضاعف الضغط والأعباء على البلدة وأهلها مع توافد عدد كبير من النازحين السوريين منذ نحو عامين في بلدةٍ تشتكي أصلًا من عدم توفّر الحدّ الأدنى من البنى التحتية وشبكات المياه، سواء أكانت مياه للشفة أو مياه للاستعمال، فضلًا عن شبكات الصرف الصحي، ما يُؤديّ إلى حصول نقص كبير في كمّيات المياه، لا سيما وأنّ عددًا كبيرًا من السكان في البلدة يُعانون من عدم اتصال منازلهم بشبكة مياه لبنان وعدم وجود آبار خاصة تُؤمّن حاجاتهم.

ويضيف دنكر: ″إنّ البلدية ترفض أيّ مشروع لا يلتزم بشكلٍ واضح شروط السلامة العامّة، مشيرًا إلى قرب انتهاء المشروع بشكلٍ كامل″. ويقول: ″إن أيّ مواطن وليس بالضرورة أن يكون مسؤوًلا، لن يتقبّل هذا الأمر وهذه الحفريات ولا بأيّ شكلٍ من الأشكال، ونحن نتمنّى وضع ميزانية معيّنة وفترة زمنية واضحة دائمًا لإنهاء المشاريع، وإنْ كانت هناك أيّة مشاكل لعدم استكمال المشاريع،  فليجدوا حلولًا لها لإنهائها،  فالمواطن أمانة نودّ الحفاظ عليها جميعًا″.

ويؤكّد دنكر ″أنّ المشكلة لا ترتبط بالحفريات فحسب، بل بواقع هذه الطرقات غير المقبول أساسًا، بدءًا من طريق البلمند حتّى البحصاص، حتّى في ظلّ قيام البعض بتزفيت جزء من هذه الطرقات، إلا أنّها تبقى محاولة ″ ترقيعات″ لا أكثر.

Post Author: SafirAlChamal