إذا إستمر المونديال على جنونه.. بلجيكا وكرواتيا الى المباراة النهائية… عزام ريفي

العنوان العريض لهذا المونديال هو الجنون، فكل شئ يسير في كأس العالم الروسي في الاتجاه المعاكس للمنطق، وعكس كل التوقعات والحسابات، فمن كان يتوقع وصول أضعف المنتخبات التي لم تكن مرشحة للوصول لهذه الأدوار، مثل منتخب كرواتيا الذي يشارك للمرة الخامسة فقط في كأس العالم من أصل 21 وأفضل مشاركة له كانت في مونديال فرنسا 1998 باحرازه المركز الثالث.. ومن كان يتوقع خروج البرازيل أبرز المرشحين لتحقيق اللقب الحالي، بهذه الأسماء المرعبة والأرقام المخيفة، وبهذا الأداء المتصاعد، أمام بلجيكا في ربع النهائي، ومن كان يتوقع خروج منتخب اسبانيا المدجج بالنجوم أمام روسيا، وخروج الأفضل في العالم كريستيانو وميسي من الدور الثاني، ومن كان يتوقع أخيراً، خروج المنتخب الألماني العريق حامل اللقب من الدور الأول، والأخير في مجموعته بعد فشله في تسجيل أي هدف على كوريا و تلقيه هدفين في شباكه.

غاب المنطق تماماً في النسخة الـ21 من كأس العالم، وتكسرت كل الأرقام والحسابات ولم تعد تنفع التحليلات، فلم يعد يكفي التاريخ والنجوم لمنتخب ألمانيا او حتى الفنيات والمهارات التي يمتلكها منتخب البرازيل، ولم يعد يهم اذا كنت تملك أفضل لاعبي العالم كمنتخب البرتغال والأرجنتين واسبانيا، بل أصبح الطموح والمثابرة، واللعب المنظم والجماعي، والانسجام التام بين اللاعبين وعدم الإستسلام، ورفض الإعتماد على لاعب واحد، واللعب حتى الثانية الأخيرة، المفتاح الأساسي لضمان الفوز بالمباريات حتى للمنتخبات التي لا تمتلك لا اسم كبير ولا تاريخ حافل في عالم كرة القدم في هذا المونديال.

لم تنته مفاجآت كأس العالم الروسي، فبعد اقصاء البرازيل من قبل منتخب بلجيكا الذي غاب عن نصف نهائي كأس العالم 32 سنة أي منذ مونديال 1986 في المكسيك، لن يكون بعيداً على الأخير أن يسجل مفاجأة ثانية باقصاء منتخب الديوك الفرنسي، ويتأهل بذلك الى المباراة النهائية، فهل يخبئ النصف نهائي مفاجأة أخرى من العيار الثقيل وذلك بإقصاء كل من انكلترا على أيدي كرواتيا، وفرنسا على أيدي بلجيكا، ويشهد نهائي مونديال روسيا لقاء تاريخيا بين كرواتيا وبلجيكا، حيث يسعى كل منهما لتحقيق أول لقب له في تاريخه ووضع أول نجمة ذهبية له على قميصه.

أم يشهد مونديال روسيا نهائي كلاسيكي، متوقع ومنطقي بين كل من انكلترا وفرنسا وذلك بحثاً عن النجمة الثانية لانكلترا منذ العام 1966 ولفرنسا منذ العام 1998.

بالتأكيد ليس من السهل التوقع بمن سيصل الى نهائي مونديال روسيا 2018، والأصعب هو التنبؤ بمن سيفوز بلقب هذه النسخة من كأس العالم، وذلك بسبب التقارب في مستوى الأداء بين المنتخبات الأربعة دون أي استثناء، فبحسب المنطق لم يرشح أحد من المحللين أي من منتخبي كرواتيا وبلجيكا للوصول لهذه الأدوار المتقدمة في حين من الطبيعي رؤية كل من انكلترا وفرنسا في نصف النهائي أو حتى في النهائي، لكن وبمراقبة مجريات أحداث المونديال العكسية، والمنافية للمنطق، و لتي تجري ضد كل الحسابات والتوقعات، فقد يكون لمنتخبي كرواتيا وبلجيكا أو لواحد منهم على الأقل، الحظوظ الأكبر للوصول الى نهائي روسيا والفوز باللقب.

في حين تبدأ اليوم أولى مباريات الدور نصف النهائي والتي ستجمع كل من فرنسا و بلجيكا عند الساعة 9 ليلاً.

Post Author: SafirAlChamal