مسكنة سمير جعجع.. وجموح جبران باسيل!… مرسال الترس

كثيرون من الذين يتقنون قراءة الرسائل السياسية، توقفوا باهتمام عند الكلام الذي قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على باب قصر بعبدا، عندما نفى أن يكون في نية حزبه التدخل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، عندما سئل عن إمكانية الفصل بين ما تم الاتفاق عليه في ″تفاهم معراب″، وبين التجاذبات الحادة بين الحزب والتيار على هامش تأليف الحكومة الجديدة.

في هذا السياق، تذكر الكثيرون ممن عايشوا فترة الصراع بين ميليشيا ″القوات اللبنانية″ والجيش اللبناني عندما كان قائده العماد ميشال عون:

ففي أمسية أحد الايام العصيبة من العام 1989 عندما كان قائد الجيش العماد عون رئيساً للحكومة الانتقالية بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية أمين الجميل في 23/10/1988 من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب خلف له، توجه رئيس ميليشيا القوات اللبنانية سمير جعجع الى قصر بعبدا للتباحث مع رئيس السلطة التنفيذية في ما يمكن القيام به من أجل تخفيف التوتر بين الشخصيتين اللتين كانتا تتحكمان بالساحة المسيحية. وظن المسيحيون ومعهم اللبنانيين ان هكذا اجتماع يمكن أن يلطّف الاجواء ويسهّل التفاهم على التحضير لاتفاق الطائف الذي كان يجري طبخه في العواصم الاقليمية والدولية المعنية بالشأن اللبناني. لأن التجاذب كان على أشده بين الرجلين نتيجة العمليات العسكرية والامنية التي كانت تسجل بين الجيش والقوات.

خرج جعجع بعد الاجتماع ليفاجئ الاعلاميين بعبارة الجنرال بيمون، وظن حينها المسيحيون ومعهم اللبنانيين أن الامور في طريق الحلحلة، ولكن لم تمض ساعات على ذلك اللقاء حتى اندلعت مواجهات حادة بين الطرفين دامت لأشهر وقضت على معظم الاخضر واليابس في المجتمع المسيحي، وقدمت المسيحيين لقمة سائغة سهلة لاتفاق الطائف الذي سحب معظم الصلاحيات التي كانت بيد رئيس الجمهورية الماروني منذ الاستقلال، ووضعها بيد مجلس الوزراء مجتمعاً.

بعض المراقبين لا يشبهون المرحلة المواكبة للطائف بالمرحلة الحالية، ولكنهم يرون صعوبة بالغة في امكانية ايجاد تفاهم جديد بين جعجع وباسيل في المرحلة المقبلة ترجمة لما تم بحثه بين الرئيس عون وجعجع في قصر بعبدا يوم الثلاثاء الفائت. وذلك لان الطرفين لم يعودا مقتنعين بجدوى ما تم التوصل اليه في اتفاق معراب لناحية “أوعا خيّك” بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.

ويُجمعون على أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مصمم على حرق المراحل في تسلم المراكز القيادية خصوصاً وانه تسلم أبرز الوزارات الحكومية باسلوب النكايات، وحظي بثقة غير مسبوقة من عمه الذي أزال من أمامه كل العوائق ليخلفه برئاسة التيار الوطني، وهو اليوم يصّوب على موقع رئاسة الجمهورية ويعد العدة ويرسم خرائط الطريق الى قصر بعبدا.

وبالتالي فان التوصل الى صيغة جديدة ترضي الطرفين أمر من سابع المستحيلات لان كليهما يطمح للوصول الى قصر بعبدا قبل الاخر ومن خلال الامساك بناصية المجتمع المسيحي الذي يخشى باستمرار من أن يتحول الى كبش محرقة في صراعات بعض أطرافه، لاسيما عندما يكون المناصرون أداة طيّعة للتحول في هذا الاتجاه أو ذاك!  

مواضيع ذات صلة:

  1. من يخطط لبدء العدّ العكسي لعهد الرئيس عون؟… مرسال الترس

  2. لعنة الـ 93% من المسيحيين.. ما لها وما عليها!… مرسال الترس

  3. من تخطى السقف المرسوم: القوات أم التيار؟… مرسال الترس

 

Post Author: SafirAlChamal