رحم الله طبيب الفقراء وحكيم المدينة… بقلم: الدكتور عبد الاله ميقاتي

عام مضى على غياب الدكتور عبد المجيد الرافعي، طبيب الفقراء وحكيم المدينة ودّعته طرابلس في مأتم مهيب، قلّ مثيله، بادلته بالوفاء بعضاً من خدماته الصادقة لجميع شرائح المدينة.

بعد عودته من بلاد الإغتراب، حيث درس الطب في فرنسا، مارس المهنة بكل إخلاصٍ وتفانٍ. علاقته بأهل المدينة، فقيرهم وغنيهم، قريبهم وبعيدهم، كانت علاقة صدقٍ ومحبة، لم يخذل أحداً منهم، ولو كان تواصله في عتمة الليل، ولو كانت زيارة المريض في أضيق شوارع المناطق الفقيرة. لا يعنيه الأجرة ولا يهتم للمادة، لأنه يعشق مهنته ويريدها أن تصل إلى أفقر الناس وإلى أغناهم بنفس الجودة والإهتمام والمتابعة. فذاع صيته وانتشر لقبه “طبيب الفقراء” بسرعة البرق. وكان أول من أسس مستوصفاً للإهتمام بالفقراء في منطقة الزاهرية ثم في منطقة الميناء.

دخل السياسة بعد أن رأى من معاناة الناس في ظروفهم المعيشية فشارك الحركة الوطنية في أهم مراحلها، وكان نائباً لرئيسها كمال جنبلاط في حينها، وقاد المسيرات المطلبية في المدينة. وعند غيابه القسري عن المدينة، زاد حبه وشوقه لها فكان إهتمامه بأبناء المدينة الذين كانوا يزورنه كبيراً جداً. كما عمل على إرسال المساعدات المختلفة إليها كلما تسنى له ذلك.

بادلته المدينة الحب والوفاء فكانت ألسنة الخلق أقلام الحق، فحفظ الله تعالى عليه عقله وفكره واهتمامه بضيوفه وقد ناهز التسعين، ولم تغب ابتسامته عن ثغره الجميل.

رحم الله الدكتور عبد المجيد الطيب الرافعي وأثابه الجنة على ما قدمه من خدمات لأهل مدينته طرابلس الفيحاء.

Post Author: SafirAlChamal