كبارة يرعى إطلاق المرحلة الأولى من إعادة تأهيل كورنيش الميناء

kabbara 1

رعى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال النائب محمد كبارة الاحتفال الذي أقامه مجلس بلدية الميناء، لمناسبة إطلاق مشروع إعادة تأهيل وتنظيم الكورنيش البحري، في مرحلته الأولى ضمن مشروع “برنامج التوظيف المكثف والبنية التحتية في لبنان” والمشترك بين وزارة العمل، ووزارة الشؤون الإجتماعية، ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من ألمانيا.

حضر الاحتفال الى جانب النائب كبارة، وزير الشؤون الإجتماعية بيار بو عاصي، الوزير المفوض القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري، المديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية الدكتورة ربى جرادات، مديرة لبنان في وكالة الأمم المتحدة للتنمية سيلين مايرود، النواب سمير الجسر، علي درويش، إيلي عبيد ممثلاً النائب جان عبيد، رئيس غرفة التجارة توفيق دبوسي، وشخصيات سياسية وإجتماعية وإقتصادية وبلدية وحشد من المهتمين.

بعد إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للمشروع، أقيم غداء تكريمي إستهل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى الدكتور ربيع كبارة مستشار وزير العمل للشؤون الدولية والعربية كلمة رحب فيها بالحضور مؤكداً دعم الوزير كبارة لكل المشاريع الإنمائية التي تعمل لأجلها بلديات طرابلس والميناء وكل قرى وبلدات الشمال.

ثم ألقى النائب كبارة كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: ها هي مدينة الموج والأفق تبتسم اليوم، كعادتها. وها هو الكورنيش يحتضن أبناء طرابلس والميناء والشمال ومن كل لبنان، حيث تحوّل إلى متنفّس لكل الهاربين من تعب يوميات الحياة، يرمون همومهم هنا، وينظرون إلى الأفق على إيقاع لحن الموج الذي يعزف أنشودة السلام.

وأضاف: اليوم أعود بالذاكرة إلى الميناء قبل 25 سنة أو أكثر. كانت الأمواج تتلاطم على جدران الميناء في محيط الشيخ عفان وعند الشاطئ الفضي ومدرسة مار الياس والعديد من الأماكن والمعالم. كانت الحروب تهدم في عمق طرابلس، وكان عبد القادر علم الدين يقلب المعادلة، استخدم الدمار من أجل البناء. إستقدم الردميات من الأحياء المهدّمة في طرابلس، لإقامة هذا الكورنيش الذي أكّد أن إرادة الحياة تستطيع الانتصار على الحروب، وأن آلة البناء أقوى من آلة الحرب. صار هذا الكورنيش من معالم لبنان السياحية، بإمكانات متواضعة، وبالرغم من كل الظروف الصعبة التي عاشتها طرابلس. فالميناء هي بوابة طرابلس وكل الشمال إلى العالم.

وتابع: اليوم، نطلق مشروع إعادة تأهيل هذا الكورنيش، في مرحلة أولى، على أمل أن تتواصل الجهود لإكمال هذا المشروع الحلم ليكون باكورة المشاريع التي تعطي هذه المنطقة حقها، وتستثمر في مقوماتها ومعالمها الطبيعية. نريد أن يفتح تأهيل كورنيش الميناء الطريق إلى وضع الجزر على خريطة الرعاية والمشاريع التي تحوّلها إلى عنصر جذب سياحي للبنانيين والعرب والعالم.

وأردف: إن الخطوة الأولى اليوم، تمنحنا الأمل بأننا قادرون ببعض الجهد على فعل الكثير، بالرغم من الصعوبات التي نمرّ بها، وبالرغم من التحدّيات السياسية والاجتماعية والمالية التي يعيشها لبنان. فنحن نؤمن أن الدولة مسؤولة عن التنمية، لكن المبادرات المحلية تستطيع تحفيز الدولة على المساهمة. نعرف أن الأوضاع صعبة، ونحن ننتظر ترجمة مقررات مؤتمر “سيدر” لإخراج لبنان من حالة الركود الاقتصادي والتنموي، لكننا يجب أن نكون جاهزين للتفاعل مع الخطة التي وضعتها هذه الحكومة وعلى أساسها أقرّ المجتمع الدولي نحو 11 مليار دولار أميركي لمساعدة لبنان، وأؤكد لكم أن طرابلس والشمال لهما حصة وازنة من هذه المشاريع. لذلك، على القوى السياسية الحريصة على مستقبل لبنان، تسهيل مهمة الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، من خلال تخفيض سقف طلباتهم والخروج من الحسابات الضيّقة لحساب لبنان والشعب اللبناني. أما الاستمرار بسياسة العناد والحصص فإنها تؤدّي إلى تأخير تشكيل الحكومة، وبالتالي تأخير انطلاق المشاريع التي يمكنها أن تحرّك العجلة الاقتصادية.

وقال: إن الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة، بحسب الدستور، هو المعني الأول بتشكيل الحكومة، ولا يستطيع أحد أن يملي عليه دوره أو أن يشاركه فيه، أو أن يحاول استخدام عامل الوقت للضغط على الرئيس المكلّف، فالدستور واضح ولا نقاش في هذا الأمر، ولا يمكن تشكيل الحكومة في ظل هذه الشروط والشهوات المفتوحة على الاستيزار والحصص الوزارية.

وعن الظروف والأوضاع قال: إن وضع المنطقة وواقع البلد وظروف اللبنانيين يستحقون وقفة مع الذات وصحوة ضمير لوقف هذا التجاذب الذي يساهم في زيادة الضغوط على اللبنانيين، لأن مصلحة اللبنانيين أهم بكثير من مقعد وزاري بالزايد أو مقعد وزاري بالناقص.

وختم:  لعلّ أفق الميناء يفتح أبواب الفرج اللبناني، وأمواج شاطئها تأخذ معها الصعوبات. أتوجه بالشكر إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وإلى البنك الالماني للتنمية  بمشاركة منظمة العمل الدولية وبرنامج الامم المتحدة للتنمية، الذين تعاونوا مع وزارة العمل في هذا المشروع، آملين أن يستمر هذا التعاون الذي يساهم في مشاريع التنمية في العديد من المناطق اللبنانية.

بعدها ألقى الوزير بو عاصي كلمة نوه فيها بجمال الكورنيش البحري معدداً سلسلة المشاريع التي نفذت في طرابلس وعكار وكافة المناطق اللبنانية مشيراً الى أهمية التعاون والتنسيق بين الوزارات من أجل إنجاح أي مشروع إنمائي بعيداً عن المحسوبيات والفساد والهدر. ولفت الى أن التنسيق مع الوزير كبارة في تنفيذ هذا المشروع الحيوي للميناء لم يستغرق أكثر من دقائق وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الحكومات إن تألفت من ثلاثين وزيراً أو من خمسة عشر وزير لا تكتسب أي أهمية إلا من خلال التعاون الكامل والشفاف بين الوزراء.

وأضاف: بعد عودتي من فرنسا زرت مدينة الميناء وتعرفت على أهلها وأدركت حبهم وحب أبناء مدينة طرابلس لتملك المساحات العامة وهذا الأمر إن دل على شيء إنما يدل على الإحساس بالإنتماء للمدينة، لذا عندما بادرت منظمة العمل الدولية للإعلان عن مشروع بتمويل من ألمانيا لكورنيش الميناء بالتعاون بين وزارتي العمل والشؤون الإجتماعية بادرت سريعاً والوزير الصديق أبو العبد على دراسة المشروع الموافقة عليه بأقل من دقيقتين على الهاتف قبل أن نعقد لقاءات مع المنظمات الدولية المعنية لنشرح لهم آلية العمل.

وتابع: لا يمكن للدولة اللبنانية أن تنجز إذا لم يكن الوزراء على تفاعل وتناغم وقدرة إنتاج لأنه لا يمكن أن تكون الحكومة دائماً ثلاثين وزيراً لا يتعاطون مع بعضهم بشكل إيجابي. وعدد المشاريع المنفذة في عكار وزغرتا وطرابلس وبعلبك الهرمل وجبل لبنان وجبيل وبعبدا وأقول ذلك لأؤكد بأن بيار بو عاصي لا يعمل لمنطقة دون أخرى بل يعمل لكل لبنان كما الوزير كبارة. ونصر على أن نعمل لكل لبنان من أي موقع نتواجد به وبحرية ضمير.

بعدها ألقت الدكتورة جرادات كلمة منظمة العمل، فأعربت فيها عن سعادتها للمشاركة في مشروع الواجهة البحرية مشيرةً الى أن المشروع يندرج في إطار التنمية الإجتماعية عبر إيجاد فرص عمل شاكرةً التعاون الذي أبدته الجمهورية الإتحادية للتعاون الإقتصادي والتنمية في ألمانيا والممولة لهذا المشروع.

وأضافت: أنا مسرورة جداً بوجودي في طرابلس ولا أريد أن أطيل عليكم الكلام بل أريد أن أشير الى أننا نعمل بأكثر من سبعين دولة ضمن برامج أطلقتها منظمة العمل الدولية من السبعينات وسنرى في لبنان نتيجة هذه الأعمال التي نقوم بها في أكثر من منطقة في لبنان كما أشار الوزير بو عاصي وهذا أمن الكثير من فرص العمل لحوالي 2400 عامل لمدة تزيد عن 96 ألف ساعة. لبنان يستحق منا كل الإهتمام خصوصاً وأنه يعيش اليوم حالة خاصة وهو يستقبل أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري وهذا أضاف أعباءً إقتصادية كبيرة على البلد مما جعله بحاجة الى الكثير من هذه المشاريع التي نقوم بها.

كما ألقت مايرود كلمة منظمة الأمم المتحدة للتنمية بالإنكليزية تحدثت فيها عن مدينة الموج والأفق وجمال الواجهة البحرية للمدينة مؤكدةً على أهمية تنفيذ المشروع مما يسهم في إحياء وإنماء المدينة عبر إستكمال الكورنيش البحري ضمن الدراسات اللازمة لتعزيز قدراته السياحية.

رئيس البلدية عبد القادر علم الدين رحب بالحضور في مدينة الموج والأفق مشيراً الى أن المدينة بناها فينيقيو أرواد وصيدا وصور ليجتمعوا فيها ويقرروا مصائر ممالكهم. وتابع: لقد قامت على هذا الشاطئ تجارة رائدة منذ القرن السادس عشر حيث توزعت مكاتب التجارة والقنصليات في حركة بحرية ناشطة وبالتالي لا يمكن فصل البحر عن حياة أهل الميناء، لذا نحن هنا برعاية وزير العمل محمد كبارة لإطلاق مشروع إعادة تأهيل وتنظيم الكورنيش البحري في الميناء المرحلة الأولى ضمن مشروع التوظيف المكثف والبنية التحتية في لبنان والمشترك بين وزارة العمل ووزارة الشؤون الإجتماعية ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الحكومة الألمانية.

وأضاف: هذا الميناء الذي أحبه الجميع فعملوا على رعاية قضاياه وملفاته لتبقى الميناء مقصد أهل الشمال ولبنان. لقد أنشأنا هذا الكورنيش في العام 1983بدعم من الرئيس الشهيد رشيد كرامي ومتابعة من الشهيد الرئيس رفيق الحريري والمرحوم الرئيس عمر كرامي وكانت وراء إنشائه أيادي بيضاء ليكون مساحة ملونة لأبناء الميناء والجوار يومياً، فهذا الكورنيش الذي يوصل بين الأسواق القديمة والبحر يشهد اليوم نهضة مشكورة من أجل رفاهية حياة المواطنين ولقد تعهد الرئيس سعد الحريري بالمتابعة الدؤوبة مع المجالس المعنية كمجلس الإنماء والإعمال لإستكمال مخطط الكورنيش ودعمه. وما ترونه الآن هو هذه المحبة التي يكنها الرئيس سعد الحريري لطرابلس والميناء بإستكمال هذا الكورنيش البحري هنا إسمحوا لي أن أنوه بجهود رئيسالإنماء والإعمار المهندس نبيل الجسر الذي يتابع يومياً مشاريع الميناء.

وقال متابعاً: لقد سهرنا في المجالس البلدية المتوالية على وضع الدراسات اللازمة لتطوير قدرات الكورنيش البحري السياحية وكنا نتابع مع المؤسسات المانحة مراحل الدراسات التي نراها تنفذ اليوم، لقد دعمنا الوزير الصديق رشيد درباس وإستطعنا متعاونين من تأمين مشروعين الأول تأهيل شبكة مجارير الصرف الصحي للميناء القديمة والكورنيش البحري والثاني تأهيل الكورنيش البحري في مرحلته الأولى. الآن وقد إنطلقت المرحلة سنسعى جاهدين لتنفيذ بقية المراحل شاكرين سلفاً للمانحين عطاءاتهم ومبادراتهم التي ستحرك عجلة السياحة وتوفر فرص العمل لأبناء الميناء وتطوير هذه الخدمات سيمتن أكثر إنفتاح الميناء على مدن البحر المتوسط ويعيد العلاقات فيما بينها كما كانت سابقاً.

بعد ذلك قدم رئيس البلدية علم الدين دروعاً تكريمية للوزيرين كبارة وبو عاصي ولممثلي المنظمات الدولية جرادات ومايرود وممثل الحكومة الألمانية مانفريد أوف.

Post Author: SafirAlChamal