عبد المجيد الرافعي.. القائد الذي لا يطويه النسيان… غسان ريفي

عصيّ على الغياب هو عبدالمجيد الرافعي.. فالطيّب الحاضر في وجدان طرابلس وأهلها، من الصعب أن يطويه النسيان، أما الموت فهو محطة تبعده بالجسد فقط، أما المبادئ والفكر والثورة والنضال وحمل هموم الفقراء والدفاع عن حقوقهم ومساعدة البسطاء وتأمين علاجهم، فتختزن كلها في شعلة تزداد توقدا الى ما لا نهاية..

سنة مرّت على رحيل “حكيم طرابلس” فكان الحب والوفاء أقوى من الموت، وكانت ذكراه حاضرة في كل يوم، في الأحياء والأسواق والشوارع والميادين والصالونات التي ما تزال شاهدة على تاريخ مجيد، صنعه “حبيب الشعب” الذي إستوطن القلوب..

سنة مرّت على رحيل حكيم طرابلس، والمدينة ما تزال تحكي عن إبنها البار الذي أمضى شبابه يجوب شوارعها وأزقتها صاعدا السلالم لمعالجة مريض، أو لتخفيف آلام موجوع، وعن القائد الذي كسر المعادلات السياسية، وقلب التوازنات، وأكد بالفعل لا بالقول بأنه “إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”.

سنة مرّت على الرحيل، والكل يتذكر أن عبدالمجيد الرافعي حمى طرابلس عندما كان فيها وحقن دماء أهلها، ودافع عنها عندما كان خارجها وإحتضن أبناءها، بالرغم من كل ما تعرض له من ظلم وإضطهاد..

سنة مرّت على الرحيل، والكل يعلم الى حدود اليقين بأن “حكيم طرابلس” كان رمزا للقائد الشعبي المخلص، وأنه عاش كريما، ومات شامخا، لم يطأطئ الرأس لأية قوة، ولم يساوم على موقف، ولم يهادن في قناعة، ولم يخش في الحق لومة لائم..

سنة مرّت على الرحيل والكل يظن أن الدكتور عبد المجيد مرتاح في دارته التاريخية عند كتف أبي سمراء والشاهدة على زمن النضال الجميل، حيث يستقبل المريدين والأنصار، وهو الأمر الذي حافظت عليه شريكة عمره ونضاله وثورته السيدة ليلى بقسماطي الرافعي التي تكمل مسيرته وتستقبل أحباءه ومحبيه، في لقاء الثلاثاء الذي تحول محطة إسبوعية تستقطب أصحاب الرأي والقرار، لاستعراض أزمات المدينة والتفتيش عن الحلول الناجعة لها.

يوم الأربعاء المقبل في 11 تموز عند السابعة مساء، ستكون المحطة الوطنية الطرابلسية في فندق “كواليتي إن”، حيث يقام مهرجان الذكرى السنوية الأولى على رحيل “الحكيم” بدعوة من لجنة إحياء الذكرى، وهو مهرجان سيستقطب كل المحبين والأنصار الذين سيزحفون للقاء عبدالمجيد الرافعي وإن كان عبر صورة أو فيلم وثائقي أو من خلال الكلمات التي ستلقى فيه، فالحضور الطاغي لـ”القائد” يبقى أقوى، وعبد المجيد باق مع شعبه طالما بقي الوفاء، وطالما بقي النضال، وطالما بقي الجهاد، وطالما بقيت الثورة، ليردد في عليائه كما في حياته بأن “الأمة ستنتصر والشعب سينتصر وفلسطين ستعود”..

Post Author: SafirAlChamal