إعتبارات تمنع الحريري من إقصاء سنّة المعارضة عن حكومته… عبد الكافي الصمد

بعد اجتماع أول عقدوه في منزل النائب عبد الرحيم مراد في بيروت، في 19 حزيران الماضي، بهدف تأكيد حقهم بالمطالبة بتوزيرهم في الحكومة المقبلة، عقد 6 نواب سنّة معارضين لتيار المستقبل يوم أمس إجتماعاً في منزل الوزير فيصل كرامي في بيروت للسبب نفسه، في محاولة منهم للضغط على طابخي تأليف الحكومة لعدم تجاهلهم.

كرامي الذي تحدث بعد اللقاء باسم المجتمعين، عبد الرحيم مراد، جهاد الصمد، الوليد سكرية، قاسم هاشم وعدنان طرابلسي، أكد مطلبهم ″المحق بأن يتمثل النواب السنّة المستقلون في حكومة الوحدة الوطنية التي يجري العمل على تأليفها، وذلك تكريساً لفكرة الوحدة الوطنية أولاً، ثم لضرورة التوازن النسبي ضمن الطوائف وفق نتائج الإنتخابات النيابية″، معتبراً أن ″المصلحة الوطنية تقضي بعدم تغييب أي فئة سياسية عن هذه الحكومة، التي يفترض أن تواجه تحديات مصيرية تتعلق بالمصالح الكبرى للبنان وللشعب اللبناني على كل المستويات، السياسية والإقتصادية والإجتماعية″.

خطاب النواب الستة في لقائهم الأخير كان مزيجاً من الهدوء والتصعيد في آن معاً، واتصف بالعقلانية والنبرة العالية في الوقت نفسه، إذ أبقوا الجسور قائمة مع الرئيس سعد الحريري، باعتباره رئيساً مكلفاً، في مقابل تلويحهم أنهم لن يسكتوا على ″هضم″ حق يرونه طبيعياً لهم لإشراكهم في الحكومة.

وينطلق النواب الستة في مطلبهم من جملة إعتبارات، أولها أن النواب العشرة الذين فازوا في الإنتخابات من خارج خيمة تيار المستقبل يمثلون 38 % من النواب السنّة في مجلس النواب، وحصلوا على قرابة 40 % من أصوات الناخبين السنّة، وعليهم فإنه يصعب جداً على الحريري ومن يعملون على تأليف الحكومة تجاهلهم، والقفز فوق شريحة نيابية وشعبية لها وزنها ودورها وتأثيرها.

وثاني هذه الإعتبارات أن القاعدة أو المعيار الذي يتم على أساسه تأليف الحكومة، يقول بإعطاء وزير لكل كتلة من أربعة نواب، ما يعني أن النواب العشرة يحق لهم وزيرين على أقل تقدير، وإذا كانت الحجّة وتبرير تغييبهم أنهم ليسوا موحدين ضمن كتلة موحدة فإن هذا التبرير مردود، لأنهم موجودين ضمن تكتلات وكتل نيابية واضحة، من ″التكتل الوطني″ إلى كتلة ″الوسط المستقل″ إلى ″لقاء الستة″، ما يرفع حصتهم في هذه الحالة إلى 3 وزراء، أما إشكالية عدم توحدهم فمردودة أيضاً، إذ يكفي التأكيد أنهم خاضوا جميعاً معاركهم الإنتخابية في مواجهة تيار المستقبل للدلالة على أنهم موجودين في خندق سياسي واحد، ولو لكل واحد منهم خصوصيته.

أما ثالث هذه الإعتبارات فهو أن الرئيس الحريري، الذي ما يزال يصرّ على رفض توزيرهم، كان في السابق قد رفض أشياء كثيرة لكنه عاد وقبل بها، لأن هاجسه كان دائماً وما يزال هو الإستمرار في تأمين مصالحه والبقاء في السلطة، وهو يمكن أن يُقدّم تنازلات في سبيل ذلك، ولا يوجد مشكلة عنده في هذا الأمر. ومثلما تفاهم مع خصومه الآخرين من خارج الطائفة السنّية، وعمل معهم ربط نزاع، يمكنه أن يقوم بالأمر ذاته مع النواب السنّة العشرة، وأن يأخذ ثقتهم.

ورابع هذه الإعتبارات، أن القوى الرئيسية التي تعمل على إنضاج طبخة الحكومة، من رئيس الجمهورية ميشال عون إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والتي تحرص على تشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها الجميع، لا تريد ترك ثغرة فيها تتمثل في غياب سنّة المعارضة عنها.

ومواكبة لهذه الإعتبارات، ومن أجل إبقاء صوتهم عالياً ومسموعاً، يُحضّر النواب السنّة الستة أنفسهم لعقد إجتماع في مجلس النواب يوم الثلاثاء المقبل، للمطالبة بأمور حياتية ومعيشية، إلى جانب مسائل تتعلق بالطائفة السنّية.

مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري وسنّة المعارضة: أيّ قاعدة لتمثيلهم؟… عبد الكافي الصمد

  2. الحريري ومعارضيه السّنّة: واقعَين صعبَين بانتظاره… عبد الكافي الصمد

  3. الحريري والتمثيل الوزاري السنّي: زمن الأوّل تحوّل… عبد الكافي الصمد

Post Author: SafirAlChamal