السنيورة يعود من الشبّاك الواسع… مرسال الترس

بدا الارتياح واضحاً على وجوه رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام وهم يقفون الى جانب رئيس حكومة تصريف الاعمال والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة المنتظرة سعد الحريري الذي يبدو أنه يخوض حرباً ضروس وعلى أكثر من جبهة، منها ماهو مرتبط بالتأليف وتشعباته، او بالضغوطات المنبثقة عن ترددات زلزال الصلاحيات.

واذا صحّت التسريبات عن ″اللقاء السنّي″ الرفيع في بيت الوسط  بأن صاحب فكرته ومهندسه هو الرئيس السنيورة الذي بدا اكثر انشراحاً من سواه، وذلك بخلاف الصورة التي ظهر بها من شبّاك بيت الوسط في نهاية تشرين الثاني الماضي عندما عاد الرئيس الحريري الى منزله بعد فترة غياب قسرية في السعودية رُسمت حولها علامات استفهام متعددة ما تزال العديد من طلاسمها غير مفككة!

فنائب صيدا السابق انكفاً بعد تلك الحادثة مع الحريري، ومن ثم وضع في طريقه أكثر من عائق بهدف إبعاده عن ترؤس اجتماعات كتلة المستقبل التي دأب عليها لسنوات بصفته رئيساً لها ومتحكماً بالبيانات التي تصدر عنها، وتتضمن مواقف غير متوائمة مع ما كان يظهر من تصريحات للحريري!

والسنيورة الذي ترأس حكومتين بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبنى أهراماً من العلاقات السياسية والديبلوماسية، ونجح في تمدد أذرعه داخل الادارة اللبنانية لسنوات وسنوات، وجد نفسه بلا رفيق أو صديق بعد “اقتناعه” بعدم جدوى ترشحه الى الانتخابات النيابية هذه الدورة على أساس القانون النسبي، وكذلك الامر بالنسبة للعديد من الشخصيات النيابية التي باتت محسوبة من حصته داخل تيار المستقبل.

ظن كثيرون من الحساد أن مرحلة السنيورة السياسية والادارية قد أنتهت خصوصاً بعد توصل الرئيس سعد الحريري وفريقه المقرب الى عقد تفاهم طويل الامد مع التيار الوطني الحر يقضي بدعم النائب العماد ميشال عون بالوصول الى قصر بعبدا، وبأن يتحول الحريري الى رئيس الحكومة المفضل طوال السنوات الست. امتداداً الى إصرار العهد على أن الابراء المستحيل ما زال محورياً في رحلة الاصلاح والتغيير بالرغم من تمرير التصديق على الموازنات بدون قطع للحساب!

ولكن بعد تعليق مهام نادر الحريري كاتم اسرار ابن خاله سعد، وأحد أقرب المقربين في دائرته الضيّقة، وأفول نجم وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال نهاد المشنوق الذي حارب بسيف الرفيق سعد الى أقصى التوقعات. واحاديث عن إعادة ترتيب هيكلية البيت المستقبلي. بدأ بعض المراقبين يتحدثون عن إمكانية التقاط السنيورة لانفاسه، وعودته للعب أدوار سياسية إن تحت سقف المستقبل، أو من دونه باعتباره عضواً ذو فعالية في نادي رؤساء الحكومة السابقين. على ضوء العرقلة الحاصلة في تشكيل الحكومة وصولاً الى احتمال فك التعاقد القائم بين التيار البرتقالي والتيار الازرق نتيجة للتجاذبات الاقليمية غير المحدودة الأفق!

Post Author: SafirAlChamal