الى إهدن تتجه الانظار مطلع كل صيف، فالاهالي الذين يغادرون البلدة مع بدء فصل الخريف يتوافدون ″زرافات زرافات″ الى مصيفهم منتصف شهر حزيران، ينظفون منازلهم ويهذبون حدائقهم ليمضوا ثلاثة اشهر من العمر كما يقولون، فاهدن بالنسبة لكل زغرتاوي هي الجنة على الارض ويسعى اهلها جاهدون عبر الجمعيات والمبادرات الفردية لتحويل هذه البلدة التي يعتبرونها عروس مصايف الشمال الى عروسة كل المواسم، وهذا ما تسعى جاهدة اليه جمعية الميدان برئاسة السيدة ريما فرنجيه الذي بات مهرجانها السنوي الذي يحمل اسم ″اهدنيات″ يمتد ليحاكي كل الفصول نشاطا ملحوظا في اهدن ثقافيا وفنيا ورياضيا وبيئيا دون نسيان مساحة واسعة للاطفال واخرى مخصصة للشباب الذين هم اليوم عصب اهدن وشريانها الرئيسي حيث يحاولون التواجد في البلدة اقله في نهاية كل اسبوع فيما تنشط هيئات وجمعيات شبابية لبث الحياة في اهدن على مدى الفصول كاملة.
ويقول الاهدنيون: ″ان بلدتهم تتمتع بمقومات السياحة على اختلافها فهناك امكانية للسياحة البيئية والرياضية والدينية والتراثية وغيرها من انواع السياحة التي تجذب ليس فقط المواطن من مختلف المناطق اللبنانية، بل من مختلف بلدان العالم لاسيما خلال فعاليات مهرجان اهدنيات الدولي الصيفي الذي يجذب آلاف السواح الى اهدن على مدى شهر كامل بتنوعه ورقي اختيار المشاركين فيه من نشاطات مميزة الى كرنفالات وحفلات ساهرة الى معارض ومسرحيات وتخصيص برامج لكل الاذواق ولكل الاعمار.″
وبحسب المسؤولة الاعلامية عن المهرجان الانسة ايفلينا مهاوس ستشهد ليلة افتتاحه في 28 تموز اضخم حفل موسيقي بعنوان: ″
″MusicHall All Stars in Concertفيما هناك محطة ثابتة لقيصر الغناء كاظم الساهر على مدى ليلتين في الثالث والرابع من اب المقبل الى سهرات شبابية وليلة لتكريم السينما الى ليال فنية متنوعة ونشاطات وحفلات للاولاد.
وتضيف مهاوس″إن ″إهدنيات″ يسعى دائماً لكي يكون مهرجانا أخضر Ehdeniyat is a Green Festival ″ من خلال تأمين وسائل النقل من مناطق عدّة إلى إهدن بغيّة تخفيف تلوّث الهواء والضجيج، كما يتم العمل على فرز جميع النفايات خلال المهرجان من المصدر مع استخدام مواد قابلة للتدوير فيما للمهرجان غابة بعنوان ″غابة نجوم إهدنيات″ حيث يتم تشجريها سنوياً من أجل الحفاظ على الأحراج وحمايتها من الحرائق اذ يغرس كل نجم او فنان أرزة في الغابة تحمل إسمه.
وتشرح مهاوس ان ″للبعد الإنساني حيّز كبير في إهدنيات إذ يعود ريع البطاقات الى جمعيّة Kids First ، التي تعنى بالاطفال الذين يعانون من مرض السرطان، وجمعيّة Himaya، التي تهتم بالاطفال الذين يتعرضون للعنف الاسريّ. كما يدعم المهرجان حملة اليونيسيف للقضاء على العنف ضد الأطفال (بدي ربيك بلا_عنف) وذلك بهدف توعية المجتمع على هذه الظاهرة″.
الجدير ذكره ان مهرجان ″اهدنيات″ يؤمن فرص عمل موسمية للشباب تساعدهم على تأمين مصروفهم الجامعي فيما إنطلقت حملة لتوظيف الشباب الاهدني في مطاعم البلدة وهي حملة لاقت اقبالا في العديد من منتجعات وفنادق ومطاعم اهدن، بادرت اليها مجموعة شباب عقدت سلسلة لقاءات مع ارباب العمل في اهدن لتشجيع اليد العاملة المحلية، في وقت تحاول فيه البلدية تأمين خطة سير للتخفيف من الزحمة في البلدة التي لا تنام على مدى ايام الصيف خصوصا على ميدانها حيث تكثر المطاعم والمقاهي ويجتمع معظم الاهالي الى حضور لافت للسواح الوافدين الى المنطقة المعروفة بكرم ضيافتها وحسن استقبالها ولقمة مطاعمها الطيبة.
ويقول احد اصحاب الفنادق في اهدن: ″ان الحجوزات لديه اكتملت من مطلع تموز وحتى منتصف ايلول″، لافتا الى ان ″المتوقع ان يكون صيف اهدن واعدا هذه السنة رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به البلد″، مشيرا الى ان ″الحجوزات هي لمواطنين من مختلف المناطق اللبنانية الى مغتربين من ابناء البلدة″.
من جهتها تشير ريتا دويهي الى ان ″توظيف شباب وصبايا اهدن خطوة لافتة وهامة بالنسبة لكثير من الطلاب الجامعيين الذين تهافتوا للحصول على فرصة عمل في مصيفهم″، معتبرة ان ″هناك ظلما لاحقا بموسم الاصطياف كونه ينتهي منتصف ايلول مع تقديم العام الدراسي وبالتزامن مع انطلاق الدراسة في الجامعات الخاصة″.
يبقى ان زائر اهدن لن يشعر بالضجر بتاتا فالبلدة تتمتع بكل المقومات السياحية وكل معلم فيها يحتاج الى وقت للتعرف عليه سواء الكنائس التي تمتد من اعلى جبل سيدة الحصن الى وادي قاديشا حيث دير مار انطونيوس قزحيا مرورا بكنيسة مار ماما اول كنيسة مارونية في الشرق، وسواء محمية حرج اهدن التي تشعر وانت تسير داخل ممراتها ووسط تنوعها البيولوجي ان السماء باتت ملك يديك.
