الضنية : منافسة غير متكافأة، من يتحمل المسؤولية؟.. عمر ابراهيم

ثمة قناعة لدى غالبية أصحاب المرافق السياحية في الضنية، بأن الموسم لهذا العام لن يعدو أكثر من فترة إجازة سيمضيها المصطافون من طرابلس والوافدون من أبناء المنطقة من دول الاغتراب، في مشهد يعكس واقع السياحة المتردي والاخذ بالتراجع عاما تلو الاخر لدرجة الاندثار، بسبب افتقاد المنطقة الغنية بالثروات الحرجية والغابات والينابيع والجبال مقومات السياحة من جهة، ولعدم وجود أي خطة تنموية من قبل الدولة أو أي خطة مماثلة من قبل البلديات والمتمولين من أبناء المنطقة من جهة ثانية، فضلا عن غياب ثقافة السياحة، وعن اي دور لنواب المنطقة في الضغط من اجل تامين المشاريع الانمائية والحرص على حسن تنفيذها والعمل على محاسبة المقصرين بدلا من حمايتهم على غرار مشاريع كثيرة نفذت بطريقة سيئة وتدور حولها شبهات عن صفقات مالية.

لعل من الأسباب التي تعزز هذه الفرضية، هو غياب الخليجيين الذين كانوا يشكلون الركيزة الاساسية للسياحة في المنطقة، وذلك لاعتبارات عديدة ابرزها، عدم وجود فنادق كثيرة وخيارات أمام الزائرين من مقاه وملاه وملاعب للأطفال واخرى للترفيه، حيث يختصر عمل قرى الاصطياف على بعض المطاعم التي يرتادها المواطنون ومعظمها لم يشهد اي اعمال تطوير او تحديث على غرار مناطق اخرى تشهد افتتاح اهم المطاعم وباسعار تنافسية وخدمة ممتازة تستقطب الزائرين من مختلف المناطق على حساب الضنية. 

في المقابل، تقف كل المبادرات الخجولة عاجزة عن استغلال الثروة الطبيعية، إن كان على صعيد تشجيع المستثمرين على إقامة مشاريع ترفيهية أو حتى تنظيم رحلات لتعريف اللبنانيين أولا على جمالية هذه المنطقة، ما من شأنه أن يشجع السياحة البيئية في الضنية، ويسلط الضوء على ما تختزنه من ثروات، وفي الوقت نفسه، يكون بديلا لمنافسة بقية مناطق السياحة في لبنان التي تشهد نموا كبيراً وإقبالاً، قد تحتاج الضنية سنوات ضوئية لمواكبته.

ويمكن القول إن غياب الاهتمام الرسمي حال دون دخول الضنية إلى مصاف قرى السياحـة والاصطيـاف في لبـنان، برغـم ما تختـزنه مـن مقوّمات سياحية وثروات طبيعية تضاهي في جمالها تلك الموجودة في بقية المناطق، وهي باتت عرضة للاعتداءات المختلفة من قبل المواطنين غير المدركين لاهميتها وما يمكن ان تستفيد منه منطقتهم في حال تم استغلالها والاهتمام بها على غرار مناطق اخرى عملت على تحويلها الى قبلة للسياح ومقصد للزائرين.

ويضاف الى ذلك مشكلة مزمنة تعاني منها المنطقة، لجهة رداءة الطرق وما يشوبها من مخاطر يتعرض لها المارة بدءاً من طرابلس وصولاً إلى قرى الضنية بسبب غياب الإشارات، وعدم التزام السائقين قوانين القيادة، إضافة الى المباني المنتشرة على جنبات تلك الطرقات، وكل هذه عوامل تحول دون تطور الواقع السياحي الذي بات غير مدرج على حسابات ابناء المنطقة الذين باتوا يراهنون على موسم الاصطياف الذي يصنفونه بثلاثة أنواع: الاول في عودة أبناء الضنية المقيمين خارج المنطقة أو خارج لبنان للاصطياف، وهم يشكلون العدد الأكبر من مجمل تعداد المصطافين، أما الجزء الثاني فيتمثل بالمستأجرين من لبنان وخارجه الذين أصبحوا بغالبيتهم من مالكي الشقق، والثالث هو الزائر اللبناني والعربي الذي يقصد المنطقة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فنادقها وشققها المفروشة ومطاعمها وهؤلاء عددهم في تراجع.

Post Author: SafirAlChamal