قتيل بيروت يكشف تواطؤ بعض المسؤولين في الدولة… عمر ابراهيم

لم يكن خبر سقوط قتيل في لبنان على خلفية نتائج مباريات المونديال بالامر المستغرب لدى الكثيرين، فالسياق العام لمجريات الامور منذ انطلاق المونديال كان يوحي بان البلد مقبل على ″حروب″ او ان هناك شعوبا احتلت بعض تلك الاحياء وحولتها الى مستعمرات لها من خلال   حجم الاعلام التي رفعت فيها، من دون ان يحرك ذلك ساكنا لدى المسؤولين الذين اكتفى البعض منهم باصدار بيانات خجولة تحذر من رفع الاعلام في الاماكن العامة، وكأن هناك شراكة بين تجار الاعلام والمفرقعات وبين بعض هؤلاء المسؤولين.

 هذا السياق لم يكن وحده الذي يوحي بان الامور قد تتطور الى ما لا يحمد عقباه، فسلوك بعض المشجعين للدول التي يؤيدونها او يراهنون على فوزها، اعطت مؤشرات سلبية تجلت على الارض من خلال المسيرات السيارة والراجلة التي كانت تخرج بعد المباريات ويتخللها اطلاق نار في الهواء في بعض الاحيان ومفرقعات وتضارب بالايدي والالات الحادة، فضلا عن الاضرار المادية نتيجة احتراق بعض المحلات او السيارات.

هذا التشجيع غير المنضبط رياضيا او اخلاقيا والذي تجاوز القوانين المرعية الاجراء لجهة اطلاق الرصاص او المفرقعات الضخمة في اوقات متأخرة من الليل وبين الاماكن السكنية المكتظة، بدا التعاطي معه من قبل الاجهزة المختصة في الدولة وكأنه امر واقع او اريد له ان يكون متنفسا للمواطنين، ربما لاشغالهم عن قضايا سياسية او اقتصادية او معيشية، الامر الذي يمكن وصفه على انه اشبه بالتواطؤ على مصالح المواطنين وامنهم وراحتهم.

حفلات الجنون تلك التي تشهدها بعض المناطق اللبنانية قبيل وبعد انتهاء المباريات لا سيما تلك التي تشارك فيها المانيا او البرازيل، لم تقتصر فقط على التجمعات في الشوارع او المقاهي، واقامة حلقات الدبكة والرقص واطلاق العنان لابواق السيارات في مسيراتها التي تجوب الشوارع، بل تعدى الامر ذلك ليصل الى مواجهات بين المشجعين تتنقل من منطقة الى اخرى، وكانت القوى الامنية تكتفي بعد ذلك بملاحقة المتسببين، من دون ان تتخذ قرارا واضحا وصريحا بوقف تلك المسيرات او منع التجمعات للحد من حصول الاشكالات التي كانت تاتي بمؤشرات خطيرة في امكانية ان تتسبب بحصول كارثة.

ما كان يخشاه البعض حصل في الضاحية الجنوبية التي قتل فيها الشاب محمد زهر متأثرا بجراح اصيب بها بعد تعرضه لطعنة سكين في القلب، على خلفية فوز منتخب البرازيل وخسارة منتخب المانيا.

سبق هذه الجريمة عدة اشكالات في مناطق مختلفة سقط خلالها جرحى وتضررت منازل ومحال، وعاش بعض المواطنين في اجواء من الرعب بسبب اطلاق الرصاص بين منازلهم، لينتهي الامر في اليوم التالي ببعض البيانات التي تذكر المواطنين بضرورة عدم مخالفة القوانين تحت طائلة الملاحقات.

Post Author: SafirAlChamal