إمرأة في قنديل

نظم مجلس الفكر ورابطة البترون الإنمائية والثقافية ندوة شعرية حول ديوان “إمراة في قنديل” للكاتبة ماري ـ أنطوانيت عطيه صقر في قاعة المحاضرات في جامعة العائلة المقدسة في البترون تحدث فيها كل من  رئيسة مجلس الفكر الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر، رئيس رابطة البترون الانمائية والثقافية الدكتورة أودين سلوم الحايك، الدكتورة يسرى البيطار، الدكتور الياس خليل، والشاعرة مي سمعان في حضور ممثل وزير الخارجية والمغتربين النائب جبران باسيل الشاعر وليد نجم، ممثل النائب فادي سعد جورج عطيه، ممثل النائب السابق بطرس حرب المقدم شربل أنطون، مديرة الوكالة الوطنية للإعلام  لور سليمان صعب،القيم الأبرشي الخوري بيار صعب، رئيسة فرع الصليب الأحمر في البترون كلود درزي، رؤساء بلديات ومخاتير، فاعليات وممثلي جمعيات وهيئات وأندية بالاضافة الى أصدقاء الكاتبة ومدعوين.

بعد النشيد الوطني اللبناني قدمت للندوة الزميلة لميا شديد.

البيطار

ثم رأت البيطار أن “إمرأةُ القنديل هي النّموذج الطّالع من الضّوء، للمرأة الحقيقيّة التي تبذلُ ذاتها، ولا تُبالي بنفسِها، إذا هي أحبَّتْ”. وتحثت عن رومنطيقيّة ضوءِ القنديل وعن المرأةُ الشّغوفةُ بالتّفاصيل وتوقفت “بإجلالٍ أمامَ وجهِ الفكر في إمرأة القنديل، فالتّفكيرُ الفلسفيُّ العميق يتجلّى في الصّوَر المنعكِسَةِ على الجدرانِ والمرايا، وربّما على الأثيرِ والغابات.”

وتوجهت الى عطيه بالقول: “نعم يا صديقتي، فلا وُجودَ للمكانِ بِغيرِ الزّمان، والغيومُ هي دائماً طريقُ الحياةِ، وطريقُ الأنقياء.”

خليل

أما خليل فألقى قصيدة تمحورت حول عشق الكاتبة للادب وحول الحب والصلاة والترتيل والذوق في شعرها . وتطرق الى إحساسها ووفاء وصدق إيمانها . ولفت الى “سحر مفاتن كلماتها التي بها شع الكتاب فأصبح قنديلا.”

ابي نادر

ثم كانت كلمة لأبي نادر مَنْ يَستعْرِض عناوين القصائد يُدركُ التباعد المُضْني بين الشاعرة ومآلِها ولقد حدّدتْ منذُ أوَّل صفحة تاريخ ميلادِها، مُتْبَعاً بتاريخ رحيلِها غير المُدوَّن. ونتساءل:” ما الهدف من تأطير حياةٍ يافعة؟ وهل المُواجهة مع الموت تُخفّف من هَول حُضورِه؟ وأعود إلى عنوان الديوان ” إمرأة في قنديل”، أهُوَ القنديل السحري؟ أم السجن البلّوري؟ أم شفافيّة النور الأنثَوي؟”

وقالت: “منذُ البداية تتراقص لُغَة الشاعرة بين الفُصْحى والعاميّة، بين الأنا والآخر، وما بين العُري والحجاب، أقامَت ماري-أنطوانيت مملكتها، وجَسَّدت أحلامَها المبْتورة ولهفتها المقهورة.”

وتوجهت الى عطيه بالقول: “وَحْدَها المُعاناة الوُجوديّة أَيْقَظَتْ عُمْقَ سُباتِكِ، وَجَنَّحَتْ أثيريَّة تَساؤلاتِكِ.” وقالت: “هو المدى ندّاه كالصدى، يَغْوي أُلوهتنا المُنغَمِسة في وُحول تُرابيّتنا. وكُلُّ نهاية تُرْجعُنا إلى دَيْجور هَبائيّتنا، وُتَهْزأُ من عدميّة أحلامنا البائسة. وَحده الشَغَفُ المُدوِّي يُنْقِذُ بُطْلان ارتِقائنا التصاعُديّ، ويجْعل من أجسادنا الفانية مَلاذاً للتوق الإلهيّ.”

سلوم

ورأت سلوم  أن “الشاعرة سكبت مسيرتها في الفاظ فنيّة واكثرت من استعمال الصور الراائعة بمختلف انواعها فأضفت على شعرها نكهةً خاصة. لقد تأملت الكون واستوحت المعاني وبحثت في اللغة عن كلمات معبرة باسلوب سهل. أتت وسائل الهامها من الواقع والأشياء الجميلة فيه وغير الجميلة. إنتظمت خواطرها في أسطر فيها الحساسية للأشياء والعمق في فهم الأمور. فأثبتت أنها من هؤلاء الشعراء الذين يملكون حظاً في الحسّ الموسيقي وقلباً يتوق لتذوّق الجمال.”

وقالت :”من يمعن في قراءة القصائد تستوقفه الحيرة التي تراود الشاعرة وصراعها مع الوقت وحضور فكرة الموت باستمرار.” وختمت: ” رسمت ماري-انطوانيت بشعرها خطاً زمنياً، فقرأنا همومها وصدق معاناتها برقة الشعر المعبّر عن العاطفة البشرية وجعلتنا نتذوق اجمل الصور واصدق التعابير.”

سمعان

أما سمعان فرأت أن “الديوان سجل مشاعر ومحطات بدءا من طفولة ويفاع” لافتة الى “تأريخ العمر وهو معّبر ويعني الكثير… وقصائُد العشق مذهلة في روَعِتها وقد عّرَشت في ذهني كدالية اواَن الّصيف وتراءت بلآلئها للعيون الظمأى ” . وتوجهت الى عطيه بالقول: ” بقيِت امرأًة من نور تسطعيَن فتذيبيَن جليَد الحزن والنتوَءات.. تتماهين مع التجربة وتعتبرين أّن الفراَق جرٌح علاه غباُر الوقت ، لا يندمل بل يعّمر قباَبه الشاهقَة في هيكل الروح وتتصّدع الوقت.” وثمنت ابداع الكاتبة ولغتها الانيقة والعميقة.”

عطيه

أما الكاتبة فقالت : “لَفَحَني قنديلُ هذه الحياة، سحرني طَوراً ، أذهلني أطْواراً.انصهرتُ فيه وأضأتُه.فأصبحتُ أرى وأُرى، أحترق وأُحْرق … شفّافٌ قنديلي نقاوةً ودفئاً. فإلى عيار القنديل أقول  اليوم:إمْتحنّي ، وُلدتُ امرأةً تصبو إلى حنان الغيوم، ورَوعةِ مَسارِها الدائري وسلامِ أنْفاسِها القطني…فَنارُ قنديلٍ عابرٍ ليسَ مثوايَ الأخير.”

وقالت : “أنا لا أدّعي أنّني أديبة أو شاعرة. أنا إمرأةٌ فاضت أحاسيسُها عِشقاً، حُزناً، خوفاً ورجاءً. وها هو كتابي عبارةٌ عن مختاراتٍ من عدّة مراحلَ في حياتي : شخصيّاتُه واقعيّة وأحداثُه أيضاً.”

ثم شكرت كل من ساهم في إنجاز الديوان وشارك في اللقاء. بعدها قرأت مقاطع من قصائد ديوانها.

وتخلل الندوة فواصل غنائية من كلمات قصائد مار انطوانيت عطيه وألحان أمنية الباجوري وأداء إيميه باسيل مهنا .

بعد ذلك وقعت ديوانها وأقيم كوكتيل بالمناسبة.

Post Author: SafirAlChamal