جنبلاط يشغل الناس بتغريدته.. ماذا يعني ″تكأكأتم وإفرنقعوا″؟… حسناء سعادة

ما كاد  رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ينهي تغريدته قائلاً: “الى محبي الضجيج اقول: ما بالكم تكأكأتم علي كتأكئكم عل ذي علة..افرنقعوا عني” حتى باشر العديد من الاعلاميين التفتيش عن المعنى الصحيح لعبارته وقلة منهم تمكنوا من فهم ما قاله دون الرجوع الى قاموس المعاني .

وبعيداً عن مقصده السياسي دفعتنا هذه التغريدة الى التوقف عند اهمية اللغة العربية وغزارة مفرداتها هذه اللغة التي تكاد اليوم تحتضر لاسيما في ظل التطور التكنولوجي.

وقد اظهرت دراسة قبل سنوات أن اللغة العربية تحتل المرتبة الرابعة بين أكثر اللغات انتشارا في العالم، الا ان تقارير عديدة لفتت الى ان مجموعة كبيرة من لغات العالم مهددة بالانقراض، منها اللغة العربية.

و في الوقت الذي تزخر لغتنا العربية بالعديد والكثير من المصطلحات الغنيّة، بحيث أن للمعنى الواحد أكثر من كلمة يمكن التعبير بها الا انه في لغتنا ايضا  توجد كلمات غريبة المعنى، لا يفهم معناها بسهولة، وإذا أردنا أن نفهمها لا بد من الرجوع إلى القواميس والمعاجم العربية. وهذه الكلمات هي كلمات عربية أصيلة، والعرب تركوا استخدامها لغرابتها على ما يقول مصدر نحوي لـ”سفير الشمال” شارحا ان وليد جنبلاط استعار تغريدته من قول عيسى بن عمر النحوي، وقد سقط عن دابته، فاجتمع الناس حوله فقال: (مالكم تكأكأتم علىّ كتأكئكم على ذي جنه افرنقعوا) ومعنى “تكأكأتم” اجتمعتم اما معنى “افرنقعوا” فانصرفوا، مضيفا أن أساس اللغة العربية يبقى محفوظاً بالقرآن الكريم  وهي من أعرق اللغات ويجب المحافظة عليها.

ويعتبر المصدر النحوي ان هناك عدة اسباب لتراجع اللغة العربية منها الصراع العالمي لسيطرة لغة معينة الى ارتباط هذه اللغة المعينة بالمصالح التجارية الى لغة عالم الانترنت المستحدثة التي تكاد تقضي ليس فقط على لغتنا بل على العديد من اللغات لاسيما ان لغة الدمج بين كتابة التعابير بالعربية انما باحرف اجنبية يجعلنا نتجه الى تعابير هجينة ويدفعنا ليس فقط الى نسيان لغتنا بل الى تدهورها وانقراضها اذا لم نسارع الى تدارك الامر.

واعتبر ان الخلط بين الفصحى والعامية له تأثير كبير في عدم اتقان اللغة ناهيك عن الخلط بين العربية ولغة أجنبية الى الاخطاء اللغوية التي نشهدها على شاشاتنا حيث يتم رفع المجرور ونصب المرفوع وتحريك الساكن الى غيرها من الاخطاء لاسيما أثناء برامج البث المباشر فيما من البديهي ان يتم اختيار المذيعين والمذيعات من متقني اللغة الا انه يبدو ان الاعتماد على الشكل بات هو القاعدة.

ولفت الى اسباب اخرى لتدهور اللغة العربية ومنها الاعتماد على العمالة الاجنبية في تربية الاولاد والزهو بان الولد يتقن لغة اجنبية مع انتشار الكلمات والعبارات باللغات الاجنبية التي بات يكتب بها اكثر من شارع وحي ناهيك عن الاعلانات التي تكتب بلغات اجنبية.

ويختم المصدر بالاشارة الى ضرورة التمسك بلغتنا لانها هي هويتنا اذا فقدناها فقدنا قسما كبيرا من حضارتنا وتراثنا.

ورأى المصدر ان تغريدة جنبلاط تدفعنا لاعادة النظر في اتقان لغتنا والتعرف الى مفرداتها كي لا نكون نرتدي ثياب غيرنا.

Post Author: SafirAlChamal