بالفيديو: هيئة الإغاثة تتجاهل أضرار سيول الأمطار في الضنيّة… عبد الكافي الصمد

عكس إهتمام الهيئة العليا للإغاثة، سريعاً، بالأضرار التي لحقت بمنطقة البقاع الشمالي نتيجة السيول التي تكوّنت بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت قبل أيام في المنطقة، من تفقد لها ووعود بالتعويض على المتضررين، مقابل إهمال وتجاهل كبيرين للأضرار التي أصابت بعض قرى جرد الضنية، إنطباعاً سائداً في المنطقة أنه ليس فقط هناك عدم مساواة بين الضنية وسائر المناطق من تنفيذ مشاريع تسهم في رفع الحرمان عنها، بل حتى في مجال التخفيف من تداعيات الكوارث الطبيعية هناك تمييز فاضح بين الضنية وسواها، ودائماً يأتي هذا التمييز على حسابها، ليزيد من حرمانها حرماناً.

فبعد الأضرار الكارثية التي لحقت ببعض بلدات البقاع الشمالي(الأربعاء13/6/ 2018) وتحديداً بلدتيّ رأس بعلبك والقاع، توجه الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير على جناح السرعة إلى المنطقة، في اليوم التالي (14/6/2018) ، لتفقد الأضرار التي لحقت بالأهالي في المنطقة، بعدما إتصل به مسؤولون لهذه الغاية، كان على رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

مع تفقده الأضرار، صرّح خير أنه “جئنا لمعرفة سبب الأضرار، وفرق الهندسة تقوم بالتحقيق وسنرى النتيجة”، مضيفاً إن “هذا السيل هو طوفان وكارثة على أهالي رأس بعلبك، ودولة الرئيس الحريري يتابع الوضع معنا ساعة بساعة، والجيش اللبناني يقوم بمسح شامل للأضرار، ومهمتنا دفع التعويضات لأهالي رأس بعلبك والقاع، وعملية الإصلاح والتنظيف تقوم بها الوزارات المعنية”.

في غضون ذلك، كانت كارثة طبيعية مماثلة تضرب بعض قرى جرد الضنية في التوقيت ذاته، وتحديداً بلدتي بقاعصفرين وبقرصونا، بعدما تسبّبت السيول التي تشكلت نتيجة غزارة الأمطار غير المسبوقة التي هطلت في مثل هذه الأيام من السنة، بإلحاق أضرار واسعة بالطرقات التي تغيرت معالمها، وبالأراضي الزراعية، مكبدة الأهالي خسائر باهظة قضت على جهد وجنى سنوات من الكدّ والتعب.

في بلدة بقاعصفرين، عروس مصايف الضنية، والتي تعدّ الأكبر مساحة بين بلدات الضنية حيث تمتد فيها الأراضي الزراعية على نطاق واسع كونها تعتبر مصدر العيش الرئيسي للأهالي، قضت السيول على مساحات واسعة من مواسم الأشجار المثمرة كالتفاح والإجاص والكرز، وصولاً إلى الخضار على أنواعها، بعدما غرقت بساتين وجلول زراعية بأكملها تحت الوحول والحجارة والأتربة التي جرفتها السيول.

رئيس بلدية بقاعصفرين سعد طالب أوضح لـ”سفير الشمال” حجم الأضرار التي ضربت البلدة، وأبرزها “الطريق التي تربط بين بقاعصفرين وبلدة عاصون المجاورة، التي يزيد طولها على 400 متر، وهي طريق حيوية يعبرها المئات يومياً، قطعت نهائياً بفعل الإنهيارات التي تعرضت لها، وحالت أيضاً دون وصول أهالي البلدة إلى مستشفى الضنية الحكومي الكائن في بلدة عاصون، إلا بعد سلوك طريق أخرى تستغرق وقتاً أطول، وكذلك قطعت الطريق المؤدية من البلدة إلى جرد النجاص بفعل الإنهيارات نتيجة السيول”.

ولفت إلى “أضرار كبيرة لحقت بالمنازل التي دخلت مياه السيول إليها، وكذلك بالمواسم الزراعية، سواء الأشجار المثمرة أو الخضار، بعدما جرفتها سيول الأمطار أو أغرقتها بالكامل، ما أضاع جهد أشهر بذلته عائلات البلدة التي يعتاش أغلبهم من الزراعة”.

وبعدما دعا الجهات المسؤولة، وعلى رأسها هيئة الإغاثة العليا، إلى إرسال فرق فنية للكشف على الأضرار التي لحقت بالأملاك الخاصة والعامة في البلدة، والتعويض على الأهالي المتضرّرين”، أوضح أنه “إتصلت باللواء خير وطلبت منه الإهتمام بالأمر، فأشار عليّ بتقديم طلب إلى القائمقام أو المحافظ لهذه الغاية، فأوضحت له أن الموضوع يحتاج إلى إجراءات عاجلة، ومثلما صعدتم إلى البقاع لتفقد المتضررين نتمنى أن تأتوا إلى الضنية للأمر ذاته، لكنه إكتفى بالصمت ولم يُعلّق”.

كارثة السيول وقعت أيضاً في بلدة بقرصونا المجاورة، إذ أوضح رئيس بلديتها الشيخ محمد هاشم في هذا السياق، أن “أضراراً كبيرة لحقت بالطرقات الزراعية التي شهدت إنهيارات وتصدعات، أما البساتين الزراعية فقد شهدت إنزلاقات وزحل أراضي في أكثر من منطقة، وأضرار الأهالي في هذا المجال كبيرة جداً”.

وعن الخطوات التي سيتخذونها لرفع الأضرار والتعويض على الأهالي، قال هاشم إنه “سنتقدم بشكوى لدى مخفر سير ـ الضنية”. وعن أسباب عدم حصول تواصل بين البلدة وهيئة الإغاثة العليا، أوضح هاشم أن “اللواء خير مرّ بالبلدة يوم الخميس الماضي وهو في طريق عودته من البقاع، حيث كان يتفقد الأضرار، عبر طريق الهرمل ـ الضنية، لكنه لم يكلف نفسه عناء التوقف في المنطقة لسؤال الأهالي عن الأضرار التي لحقت بهم، بالرغم أنه شاهد ورشة تابعة لبلديتنا تقوم برفع أضرار السيول عن الطرقات”.

ولمّا سئل هاشم: هل أن اللواء خير كان على علم بالأضرار التي وقعت بالضنية بفعل السيول، لأنه لو كان يعلم لتوقف أو زار المنطقة، ردّ قائلاً: “نعم كان يعلم. وكان معه في السيارة لدى مروره في البلدة أحد مسؤولي تيار المستقبل في الضنية الذين يعرفون جيداً حجم الأضرار التي لحقت بالمنطقة”.

Post Author: SafirAlChamal