أسواق طرابلس.. آمنة ومن دون بسطات… روعة الرفاعي

شكلت الأسواق القديمة في طرابلس خلال شهر رمضان المبارك محور الحركة التجارية في المدينة، خصوصا في ظل فرض الأمن بشكل كامل من خلال إنتشار الجيش اللبناني في كل المنطقة، وعبر إزالة البسطات ما ساهم بتوسيع هذه الأسواق للزبائن وأظهر جمالياتها لا سيما في السوق العريض الذي عاد تحفة معمارية بعد إعادة تأهيله وترميمه من قبل جمعية العزم والسعادة الاجتماعية.

يؤكد التجار انه ومنذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك نفذ عناصر من الجيش اللبناني تدابير أمنية مشددة نظراً للأحداث المتنقلة والتي كانت الأسواق تشهدها عادة في أواخر شهر رمضان، التدابير الأمنية ترافقت مع ازالة كل البسطات المنتشرة داخل السوق العريض أو “سوق الكندرجية” والذي كان يشكل في السابق الشريان الأساسي للاقتصاد الطرابلسي، والزبائن يقصدونه من كل الأقضية والمناطق اللبنانية، لكن بفعل الأوضاع الأمنية السيئة والاكتفاء الذاتي في كل قضاء بل وحتى في كل منطقة ( القبة، أبي سمراء، والميناء) فان هذا السوق خسر الكثير من الزبائن وراح التجار يناشدون مع كل موسم أعياد أصحاب الشأن بغية الالتفات الى الأسواق الداخلية والتي تضج بالفوضى والمخالفات، وبالفعل ما تمناه التجار بات أمراً واقعاً على الأرض، ما أدخل نوعا من الاطمئنان الى قلوبهم، في وقت يعترض فيه أصحاب البسطات الذين يعتبرون هذا القرار بمثابة “حكم الاعدام” نظراً لعدم  تأمين البديل.

وفي المقابل فان التجار يؤكدون “سراً” بأن ازالة البسطات من الأسواق سينعكس ايجاباً علينا، ولكن في “العلن” يناشدون ضرورة تأمين البديل لأصحاب البسطات والذين يعانون الأمرين بسبب عدم توفر فرص العمل.

البسطات أزيلت من الأسواق بشكل كلي، والتجار أعربوا عن ارتياحهم للقرار المتخذ من قبل الدولة والبلدية وجميع السياسيين، لكن يبقى السؤال المطروح هل يمكن “للقرار” أن يستمر فيما لو لم يتم تأمين البديل لآلاف العائلات التي تعتاش من وراء البسطات؟؟؟

رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري أكد على أهمية الخطوة على صعيد مدينة طرابلس ككل، وهنا لا بد من تلقف كل الخطوات الايجابية التي تقوم بها الدولة من أجل اعادة الأسواق الى عهدها السابق، كتجار فان جل همنا عودة الزبائن من خارج المدينة لزيارة أسواقنا والتي تتوفر فيها كل المقومات المطلوبة من بضائع وأسعار رخيصة، وعلينا التعاون جميعاً في سبيل اعادة الحياة للمدينة”.

وعن ازالة البسطات يقول: “لطالما ناشدنا الدولة بازالتها، كوننا تجار لدينا الكثير من الالتزامات وندفع الضرائب والأرصفة والمجارير، كما ان لدينا تكاليف على صعيد الضمان، لذا الدولة معنية بمراعاتنا سيما لجهة اعفاء التجار وان لسنة واحدة من ضريبة الدخل كي يتسنى للكثيرين تحقيق الأرباح التي تضمن استمراريتهم، كنا وما زلنا نعيش حالة من الركود على صعيد المنطقة ككل، وكي نحمي أنفسنا لا بد من الاضاءة على كل ما هو ايجابي”.

وختم الحريري متوجهاً بالشكر لكل من ساهم في ازالة البسطات ومنها بلدية طرابلس ومحافظ الشمال وقيادة الجيش اللبناني”.

من جهته أمين سر جمعية تجار طرابلس غسان الحسامي قال:” حين يكون هناك تضامن وتوحيد للجهود والرؤى في سبيل انماء ورفعة طرابلس فان النتائج “حكماً تكون ايجابية”، وهنا لا بد من توجيه كلمة شكر للرئيس نجيب ميقاتي ولجمعية العزم والسعادة الذين أعادوا تأهيل وترميم بوابة الأسواق الداخلية والتاريخية والسوق العريض والذي أصبح نموذجاً للأسواق التاريخية الحديثة، حيث توحد قرار البلدية مع القرار السياسي والقرار الأمني وجمعية العزم، وأزيلت المخالفات وكل التعديات وبالتالي عاد السوق لسابق عهده من ترتيب ونظافة وبات متعة لأصحاب المحلات وللمستهلك معاً”.

وختم:” بشكل عام الجمود يضرب المنطقة بأكملها وهناك انكماش غير مسبوق بالحركة التجارية وما علينا سوى القيام بكل ما يلزم “والرزق على الله” “. 

هذا بالنسبة للتجار فماذا عن أصحاب البسطات؟، باسم السراج صاحب بسطة يقول:” تم الاتفاق مع رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين بأن يكون هناك بديل، لكن ما جرى عكس ذلك حينما قاموا بتنفيذ حكم “الاعدام” بنا مع أول يوم من شهر رمضان المبارك، مما حرمنا من البيع والشراء بالرغم من حاجتنا الماسة للمال بغية تأمين قوتنا اليومي، نناشد الجميع ضرورة انهاء أزمتنا قبل تفاقمها”.

Post Author: SafirAlChamal