زحمة في أسواق طرابلس عشية العيد.. والتجار يسعون لتعويض خسائرهم… إسراء ديب

تُسَجّل أسواق طرابلس القديمة منها والحديثة على مسافة يوميْن من عيد الفطر السعيد حركة لافتة للمواطنين الذين يسعون الى الحصول على أفضل الأسعار لتأمين حاجاتهم وحاجات عائلاتهم من الألبسة والأحذية وغيرها، في وقت يتطلع فيه التجار الى تحقيق أرباح تعوض لهم الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها خلال السنوات الماضية، لا سيما تلك التي كانت تشهد خلالها المدينة توترات أمنية.

لا شكّ في أنّ الحركة التي نشطت بشكلٍ تدريجيّ خلال الأيّام العشر الأواخر من رمضان، توحي بأنّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي يُواجهها لبنان عمومًا، ومدينة طرابلس خصوصًا لم تُؤثّرْ بشكلٍ واضح على قدرة الزبائن الشرائية، كما لم تمنع النّاس من الدّخول إلى هذه الأسواق سواء أكانت القديمة منها أم الجديدة لشراء حاجيات العيد، وما يساهم في جزء كبير من الحركة هو مشروع كسوة العيد الذي تطلقه جمعية العزم والسعادة الاجتماعية في العيدين من كل العام، حيث تقدم عشرات الآلاف من القسائم الشرائية للمواطنين، موزعة على أكثر من 120 محلا تجاريا، الأمر الذي يساهم في تفعيل الحركة الاقتصادية والتجارية عموما في المدينة.

تتفاوت حركة الزبائن بين سوقٍ وآخر، حيث تشهد الأسواق القديمة الممتدّة من السراي العتيقة مرورًا بالسوق العريض، وصولًا إلى سوق البازركان، حركة إقبال ناشطة لا سيما في أوقات الليل، إذْ يتوافد أصحاب الدّخل المحدود وأبناء الأرياف عليها للاستفادة من الأسعار التنافسية التي تُقدّمها تلك المحلات بغية جذب الزبائن. في حين، يشكّل سوق القمح المُخصّص للألبسة متنفّسًا للفقراء الذين يجدون فيه طلبهم وفق ما يدّخرونه من أموال. ولا يغيب عن مشهد الأسواق، الحركة التي تشهدها المتاجر المعدّة لبيع الألبسة المستعملة (البالة) التي بدورها تشهد أيضًا حركة مضاعفة عن السنوات الماضية بفعل تردّي الأوضاع الاقتصادية ونتيجة وجود النّازحين السوريين.

هذه الحركة لا تختلف عن شارع عزمي ومتفرّعاته، وإنْ كانت بنسب أقلّ عن الأسواق القديمة، لكنّ ذلك لا يُلغي وجود زبائن يُفضّلون شراء الألبسة من هذه الأسواق لقناعتهم بجودتها ونوعيتها المفضّلة.

لم تعد الأسواق بشقّيها القديم والجديد، وحدها التي تحتكر بيع الألبسة في المدينة، بل ثمة أسواق رديفة تنتشر في المناطق (أبي سمراء- الميناء- القبة وغيرها) وهذه الأسواق دخلت على خطّ المنافسة لتتقاسم وإنْ بنسب بسيطة الزبائن مع تلك الأسواق التي تبدو وكأنها في سباق مع الزمن، لتصريف أكبر كمية ممكنة من البضائع.

يتوقع كثير من التجار أن تتضاعف الحركة في أسواق طرابلس خلال الساعات المقبلة بشكلٍ كبير، في وقت تتفاوت فيه الآراء حول جدوى هذه الحركة، وإنتاجيتها، حيث يوضح أحد تجار شارع عزمي أنّ توقعاته لجهة الاقبال وحركة البيع والشراء كانت أكبر بكثير مما نشهده اليوم، داعيا الى إنتظار تطورات السوق بما تبقى من ساعات لعيد الفطر، فيما يرى تاجر آخر في السوق العريض أنّ الحركة في السوق كانت إيجابية جدًا إذْ كان إقبال الزبائن على المحال في الأيّام الأخيرة كبيرا جدا وكأنّ كلّ يوم من هذه الأيّام هو ليلة العيد”.

وتترافق هذه الحركة مع إجراءت أمنية مُشدّدة يتّخذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الدّاخلي لفرض الأمن والاستقرار داخل الأسواق، إضافة إلى قيام بلدية طرابلس إزالة كلّ البسطات من بعض الأسواق لا سيما السوق العريض الذي ظهر بأبهى حلّة له بعد إعادة ترميمه من قبل جمعية العزم والسعادة، إضافة إلى الأسواق الدّاخلية التي يُكثّف الجيش فيها من انتشاره، ويعمل على ملاحقة المخلّين بالأمن، ما أضفى جوا من الأمان والراحة النّفسية للزبائن والتجار الذين كانوا يشتكون سابقًا من تنامي ظواهر المخلّين بالأمن.

Post Author: SafirAlChamal