طرابلس تحيي ليلة القدر من دون كهرباء؟

خاص ـ سفير الشمال

لم يعد هناك أي تفسير لطريقة تعاطي الدولة اللبنانية مع طرابلس، سوى أن هناك من يريد أن يعاقب هذه المدينة وأن يُمعن في حرمانها وإهمالها، بقطع التيار الكهربائي عنها في ليلة القدر المباركة التي يُقبل فيها المؤمنون على عباداتهم في المساجد والمنازل، حيث غابت التغذية الكهربائية عن أكثرية مناطق العاصمة الثانية، لتتحول ليلة من ليالي النور والايمان والتقوى في شهر رمضان الى ليلة ظلماء، في ظل غياب تام للمسؤولين المعنيين في شركتي كهرباء لبنان وقاديشا عن تبرير هذا الانقطاع، وغياب أكثرية القيادات السياسية التي عليها أن تطالب بمحاكمة كل مسؤول عن حرمان المدينة من الكهرباء، خصوصا أن ما يحصل لم يعد بريئا، بل يدخل في إطار محاولة إذلال طرابلس وأهلها وهذا ما لا يمكن أن يسكت عنه الطرابلسيون.

من الواضح أن الدولة آخر همها طرابلس وشهر رمضان والمؤمنين فيها وحاجتهم الى التيار الكهربائي في هذا الشهر بالذات لا سيما في العشر الأخير، مع العلم أنه في أسوأ الأحوال كان التيار الكهربائي يؤمَن للبنانيين من طوائف أخرى عشية أعيادهم ومناسباتهم الدينية،  لكن يبدو ومنذ فترة طويلة أن هناك من يريد معاقبة طرابلس فلا يعطيها حصتها الكاملة من الكهرباء لا بل يتقصد قطعها عشية الاعياد.. ولا يُفرج عن مشروع “نور الفيحاء” الذي ما يزال أسير أدراج وزارة الطاقة منذ ثلاث سنوات بالرغم من إكتمال الملف من الناحيتين القانونية والفنية والمراجعات المستمرة، وهو من شأنه أن يجعل المدينة تكتفي بتيار كهربائي من إنتاجها.. كما لا ينفذ الوعود التي أغدقت على المدينة لا سيما خلال حملات الرئيس سعد الحريري الانتخابية بزيادة ساعات التغذية والتي لم تبصر النور، ما يؤكد أن هناك من يحاول أن يفرض حصارا على طرابلس يبدأ بتقنين عشوائي وقاس، ويصل الى حرمانها من أبسط الخدمات والبنى التحتية.

إنقطاع التيار الكهربائي في ليلة القدر أثار موجة غضب عارمة في صفوف المواطنين تُرجمت بانتقادات وشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي تجاه كل المسؤولين المعنيين بمن فيهم وزير الطاقة، لأنه من غير الجائز أن يصار الى حرمان الطرابلسيين من التيار الكهربائي في ليلة القدر، كما لم تستثن هذه الانتقادات القيادات السياسية في المدينة التي من المفترض أن ترفع الصوت، وأن تبادر الى موقف حاسم وحازم تجاه ما تشهده طرابلس من ظلم، خصوصا أن الأيام المقبلة المتبقية من الشهر الفضيل سيكون فيها أبناء المدينة بحاجة ماسة الى التيار الكهربائي لا سيما خلال فترات الليل، فهل من يضع حدا لهذا العقاب المظلم الذي تعانيه طرابلس ويحاسب وينتزع حقوقها بالتيار الكهربائي، أم أن الطرابلسيين سيمضون ليلة عيد الفطر السعيد في الظلام أيضا؟، سؤال برسم كل المسؤولين في طرابلس؟.   

Post Author: SafirAlChamal