هل يعلم جمهور المونديال أن رفع أعلام الدول مخالف للقانون؟… بشرى تاج الدين

ما إن إنتهت الانتخابات النيابية، وأزيلت أكثرية صور المرشحين ويافطاتهم وشعاراتهم، حتى حلّ مكانها أعلام الدول المختلفة المشاركة في مونديال كأس العالم الذي ينطلق بعد أيام في روسيا، ليشير ذلك بوضوح الى أن الانقسام في لبنان ليس سياسيا فحسب، بل هو رياضي، وكروي حيث تصطف كل مجموعة من اللبنانيين خلف دولة وتشجع منتخبها وتتعصب له الى أبعد الحدود، ما يؤدي الى حصول توترات في بعض المناطق بسبب الاستفزازات التي تبلغ ذروتها عندما يفوز هذا المنتخب أو ذاك، وخصوصا في الأدوار النهائية.

ربما يعطي اللبنانيون أنفسهم إجازة شهرا واحدا كل أربع سنوات، فيبتعدون عن السياسة، وتشغلهم كرة القدم العالمية حيث تجتاح أعلام الدول المشاركة كل المناطق بدون إستثناء، وتستقر على شرفات المنازل، وعلى المباني والسيارات والأعمدة، وذلك في خطوة مخالفة للقانون اللبناني الذي يحظر رفع أي علم غير العلم اللبناني في الأماكن العامة وحتى الخاصة ما لم تكن سفارة أو قنصلية أو جهة أجنبية، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية والعقوبة الى التي تتراوح بين الغرامة والحبس.

وبالرغم من ذلك، تتحول الشوارع اللبنانية الى سفارات وقنصليات بفعل أعلام الدول التي تفرض نفسها وبمقاسات مختلفة منها ما هو عملاق، من ألمانيا بطلة النسخة الماضية من المونديال، الى البرازيل، والأرجنتين وإسبانيا وفرنسا، وغيرها من الدول، إضافة الى الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية.

يذكر أنه بتاريخ 19/10/1945، أصدر رئيس الجمهورية آنذاك بشارة الخوري قانونا وقعه رئيس الحكومة سامي الصلح، ووزير الداخلية سالم يوسف، أكد على منع رفع أي علم غير العلم اللبناني على أراضي الجمهورية اللبنانية، وذلك تحت طائلة العقوبات القضائية.

أمام هذا الواقع وأمام إنتشار حمّى المونديال في كل مكان، أصدر محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب بيانا جاء فيه: ″بمناسبة قرب حلول مباريات كأس العالم لكرة القدم، نلاحظ أن عددا كبيرا من المواطنين عمد الى رفع أعلام بعض الدول الأجنبية المشاركة في هذه المباريات على واجهات منازلهم وضمن الأملاك العامة وعلى أعمدة الإنارة وسواها.

إن هذا العمل، فضلا عما يثيره من حساسيات بين اللبنانيين المؤيدين لهذا الفريق أو ذاك من تلك الدول، فإنه يخالف أحكام القانون الصادر بتاريخ 19/10/1945 الذي يحظر في مادته الأولى رفع أي علم غير العلم اللبناني في أراضي الجمهورية اللبنانية.

وأضاف البيان: إن محافظ مدينة بيروت، إذ يعوّل على الحس الوطني السليم للمواطنين اللبنانيين في بيروت يطلب منهم عدم رفع أي علم للدول المشاركة في هذه المباريات ضمن محافظة مدينة بيروت باستثناء العلم اللبناني على أنه سوف تتم إزالة أي أعلام مخالفة مع إحالة المخالفين امام النيابة العامة لملاحقتهم جزائياً، فضلاً عن تكبيدهم تكاليف الإزالة على نفقتهم″.

هنا يبقى السؤال، هل سيبادر محافظو المناطق اللبنانية الأخرى الى أن يحذوا حذو المحافظ شبيب؟ وهل سيلتزم اللبنانيون بازالة أعلام الدول التي يشجعون منتخباتها في مونديال روسيا؟، وهل ستتم الاستعانة بالأجهزة الأمنية والبلديات لازالة هذه الاعلام؟، وهل ستكون الدولة قادرة على تطبيق القانون على المخالفين؟..

Post Author: SafirAlChamal