هل يرتبط ملف عودة فلسطينيي اليرموك بالنازحين السوريين؟… عمر ابراهيم

هل سيعود النازحون الفلسطينيون ـ السوريون الى مخيم اليرموك قريبا؟، ام ان هناك عوائق سياسية وميدانية تحول دون العودة في الوقت الراهن؟، واي دور قد تلعبه الفصائل لضمان هذه العودة؟، وهل للسلطة الفلسطينية تأثير على هذا الملف؟، وهل سيتم ربط عودة الفلسطينيين بعودة النازحين السوريين وما يترتب على ذلك من أعباء إقتصادية وإجتماعية على أبناء المخيمات؟.

كثيرة هي الاسئلة التي تطرح اليوم بعد اقل من شهر على انسحاب المسلحين من مخيم اليرموك ودخول الجيش السوري والفصائل المؤيدة له الى المخيم الذي تشير كل التقديرات الى أن نسبة الدمار الذي لحقت به جراء المواجهات المسلحة تصل الى نحو 50 في المئة، يضاف اليها اعمال التخريب المتعمدة والسرقات التي طالت ممتلكات النازحين منه، واثارت ردود فعل غاضبة في الشارع الفلسطيني الذي كان ينتظر تحرير المخيم من “الارهابيين” قبل ان يفاجأ بكميات الصور المتداولة عن سرقة الممتلكات ما اضطر الشرطة العسكرية الروسية للتدخل ووقف اعمال السرقة.

واضح الى اليوم ان لا قرار فعليا ببدء عودة النازحين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم في لبنان بنحو 32 الف نازح قدموا من سوريا، والغالبية منهم من مخيم اليرموك، وهو ما زاد من التكهنات لدى الكثيرين حول إمكانية ربط ملف الفلسطينيين بملف النازحين السوريين الذي يشهد تجاذبات بين اركان السلطة في لبنان، كل منهم وفق ارتباطاته الدولية والاقليمية.

لا شك في ان وجود هذا العدد من النازحين في مخيمات لبنان يضاعف من حجم الاعباء على سكانها المنهكين اقتصاديا واجتماعيا وامنيا، والذين يترقبون بفارغ الصبر حلولا عملية لمشاكلهم قبل ان تضاف اليها قضية نزوح اقرانهم من سوريا، ما حول الكثير من تلك المخيمات الى ما يشبه القنابل الموقوتة التي قد تنفجر في حال طال امد الازمة ولم يصر الى معالجة ازمة النزوح ومطالب ابناء المخيمات. 

تتجلى معاناة النازحين في المخيمات بشكل اوضح في مخيم البداوي، الذي لا يخفى على احد حجم ما يعانيه جراء وجود مئات العائلات النازحة من سوريا والتي تتشارك مع نحو 40 الف نسمة مآس متشابهة، في مساحة جغرافية لا تتعدى كيلومتر واحد. 

ويوضح مصدر فلسطيني ″ان معظم العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا تأمل بالعودة السريعة، ولكن هناك صعوبات في الوقت الراهن، خصوصا ان مخيم اليرموك على وجه الخصوص يحتاج الى بعض الوقت لكي يتم تامين الخدمات الضرورية فيه من قبل الدولة السورية، بالاضافة الى مسالة الاعمار التي تتطلب اموالا طائلة″.

ويتابع: ″بالاضافة الى المسائل الميدانية هناك امور سياسية لا يبدو انها ستحل قبل عودة هؤلاء، لا سيما بالنسبة للمتهمين بمساندة الثورة السورية او المتورطين باعمال امنية، وربما يجعل هذا الامر العودة بطيئة او منقوصة لحين حلحلة تلك المسائل، رغم ان معظم اللاجئين يفضلون العودة ولو سكنوا في بيوتهم المدمرة او بنوا خياما قربها″.

ويختم المصدر الفلسطيني: ″نحن نعتبر ان العودة ضرورية ولكن لا يبدو ان هناك من يسعى فعليا اليها، ونخشى ان تتأخر وتشهد عراقيل، ما يعني مزيدا من الضغط على اللاجئين في المخيمات وعلى النازحين، وهذا الامر يتطلب تدخلا من السلطة الفلسطينية ومن الاونروا لتأمين العودة وتسهيل معالجة كل الملفات″.

Post Author: SafirAlChamal