جريمة بحق آثار وتراث البترون… لميا شديد

يبدو أن مسلسل العبث والقضاء على الثروات التاريخية والبيئية والاثرية تتوالى من منطقة الى منطقة ومن موقع الى آخر، والمحطة الأخيرة كانت في عقار خاص في مدينة البترون وفي أحد المواقع التاريخية المهمة المواجهة للسور الفينيقي في وقت تنتظر مدينة البترون إدراجها على لائحة التراث العالمي بين 10 مواقع مرشحة في لبنان.

قبل أيام استيقظ علماء الآثار ومسؤولو المديرية العامة للآثار وأهالي المنطقة الاثرية على شاطىء البترون وبلدية البترون على عمل همجي ومجزرة ارتكبت بحق آثار مهمة يتم العمل على إظهارها واستثمارها تاريخيا وسياحيا.

ففي حين تنشط عمليات التنقيب في 4 مواقع متصلة ببعضها ضمن واجهة البترون البحرية بإشراف المديرية العام للآثار ومواكبة من بلدية البترون، تجرأت اياد مجرمة على العبث بأغلى ما تمتلك مدينة البترون من غنى وثروة حيث تم ضبط عمال تابعين لاحدى الورش في عقار خاص اقدموا على بعثرة وتكسير آثار تعود الى العصور الفينيقية والى عصور ما قبل التاريخ ومكتشفات من ايام الفينيقيين وفخاريات تعود الى تلك الفترة اي الى العصر البرونزي وحوالى 3000 سنة قبل الميلاد وقطع صوانية الى ما قبل 4000 سنة قبل الميلاد.

وأكد الباحث في تاريخ وآثار البترون جوزيف مرشاق أن ″ما حصل هو جريمة فعلية ومجزرة بحق تاريخ المدينة وثرواتها الاثرية  ولا يجوز السكوت عن هذا العمل الهمجي خصوصا أننا بانتظار كمدينة عالمية على صعيد الآثار والتاريخ للدخول في دليل تاريخي وسياحي عالمي وإعلان مدينة البترون على لائحة التراث العالمي وهي مرشحة بين 10 مواقع في لبنان.″

وكانت بلدية البترون قد حصلت على موافقة من المديرية العامة للآثار لتنفيذ مشروع تنقيب في الموقع المذكور والتوسع بالاعمال لتحويله الى معلم سياحي يسمح للسياح والزوار بالتجول فيه عبر مماش خشبية ومعابر لا تلحق الاذى بالآثار. واللافت في الموقع انه  يشبه القوس ضمن واجهة البترون البحرية ويتولى العمل خبراء وأخصائيون في علم الآثار تم استقدامهم من اليابان وفرنسا وبمشاركة طلاب لبنانيين باحثين وذلك استعدادا لمشروع سياحي ضخم يليق بتاريخ المدينة ويحترم حضارتها.

وأكد رئيس بلدية البترون رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك الذي تفقد الموقع أن ″المنطقة التي تشهد عمليات تنقيب عن حقبة تاريخية مهمة مرتبطة بتاريخ المدينة هي من المواقع التي نتغنى بها وهي تحتضن قيمة تاريخية مهمة جدا ترسم مستقبلا للمدينة كنا بصدد التحضير لها مع المديرية العامة للآثار. وما حصل ليس مقبولا ونعمل على متابعة الموضوع مع الجهات المعنية.″

ما حصل من تعد على آثار البترون حظي باهتمام كبير من المديرية العامة للآثار التي تحركت وباشرت بشخص رئيسة قسم الآثار في الشمال سمر كرم بالخطوات اللازمة حيث تم التقدم بشكوى لدى النيابة العامة ضد الفاعلين لأن السكوت عن الجريمة هو جريمة بحد ذاته. 

مواضيع ذات صلة:

  1. سمار جبيل تنبش تاريخ كنيستها… لميا شديد

Post Author: SafirAlChamal