محمية جزر النخل تفتح ذراعيها لاستقبال روادها

safe 2

خاص ـ سفير الشمال

تفتح محمية جزر النخل ذراعيها لاستقبال زوارها هذا العام في العاشر من شهر حزيران الجاري، حيث من المفترض أن تساهم في تحريك ميناء طرابلس سياحيا وإقتصاديا نظرا لعامل الجذب الذي تشكله المحمية بالنسبة لكثير من اللبنانيين الذين يقصدونها للتمتع بمياهها النظيفة وخصائصها البيئية الرائعة، خصوصا أن المحمية تقفل أبوايها تسعة أشهر في العام وذلك من أجل السماح بالطيور المهاجرة أن تستريح فيها، وإتخاذ السلاحف البحرية ملجأ لها.

إتخذت إدارة المحمية قرارا هذا العام بافتتاح المحمية قبل عشرين يوما من موعدها الرسمي في أول شهر تموز لتمكين روادها من زيارتها بشكل مبكر، وإطالة موسمها السياحي الذي يستقطب آلاف الزوار والسياح من مختلف المناطق ومن خارج لبنان.

بتاريخ 9 آذار عام 1992 صدر عن مجلس النواب القانون رقم 121 القاضي بتحويل جزر الارانب، رامكين وسنني الى محمية طبيعية، وتشكيل لجنة متطوعة قامت وزارة البيئة بتعيينها للاشراف على المحمية وإستقطاب الدراسات والخبرات العلمية المتعلقة بها، ومنها إقامة مشاريع سياحية وإستثمارية على طريقة الـ BOT لتفعيل الحركة السياحية على هذه الجزر، لكن هذه المشاريع ما تزال حبرا على ورق، بانتظار إيجاد التمويل اللازم لها، لتبقى الجزر الطبيعية السبعة وهي: ثلاثة ضمن محمية جزر النخل (الأرانب، رامكين وسنني) وعبد الوهاب، والبلان، والرميلة، والعشاق، تعاني شتى صنوف الاهمال.

تبعد محمية جزر النخل عن شاطئ الميناء نحو خمسة كيلومترات، وتبلغ مساحتها الاجمالية 2،4 كيلومترا مربعا، وتتألف جزيرة الأرانب من قسمين، قسم صخري يمتد من الشمال الغربي الى الجنوب، وقسم رملي يمتد من الشمال الى الشرق، وهي تضم آثارا لكنيسة صليبية تعود الى القرن الثالث الميلادي وبقايا ملاحة تقليدية وبئر مياه عذبة، وقد اطلق عليها إسم الأرانب لانه في عهد الانتداب الفرنسي وضع القنصل الفرنسي فيها عددا من الارانب فتناسلت وتكاثرت وما تزال حتى اليوم.

أما جزيرة رامكين فتقع على بعد 600 مترا الى شمال غرب جزيرة الارانب، وهي صخرية عموما وتوجد في بعض أطرافها مساحات رملية صغيرة، وتحتضن فنارا قديما كان يعمل على الطاقة الشمسية، إضافة الى خنادق ومواقع مدفعية قديمة تعود الى فترة الانتداب الفرنسي.

وتقع جزيرة سنني على بعد 500 مترا الى الجنوب الشرقي من جزيرة النخل، وهي مستطيلة الشكل، وصخرية عموما، باستثناء مساحة رملية صغيرة، وقد سميت بـ سنني لأن الطيور البحرية البيضاء تصطف على رؤوس صخورها عند المغيب فتعطي لها شكلا مسننا، او بحسب الروايات لان صخورها مسننة.

تمثل محمية جزر النخل محطة راحة بالنسبة للطيور المهاجرة النادرة، وتلك المعرضة لخطر الانقراض، ويعتبر شاطئها الرملي من المواقع القليلة المتبقية على الشاطئ اللبناني لتفريخ السلاحف البحرية المعرضة لخطر الزوال كالسلحفاة الخضراء والسلحفاة الضخمة الرأس، كما تستقبل المحمية في مغاور صخورها “فقمة بحر المتوسط” التي تعتبر الحيوان الثديي السادس على لائحة الانواع المهددة بالانقراض.

كما تضم المحمية نباتات طبية وتنفرد بأنواع خاصة، كما تعتبر أرضها المغمورة بالمياه او المعشبة او الرملية مكانا فريدا من نوعه لتفريخ الاسماك وتكاثر الأسفنج.

وتقوم لجنة المحمية بسلسلة اعمال تاهيل بدعم من بعض المنظمات الدولية للحفاظ على مقومات المحمية وخصائصها وعلى الدور السياحي الذي تلعبه.

ويؤكد بعض الخبراء أن الأمل الوحيد اليوم في تغيير النظرة السائدة لطرابلس عموما وفي تنميتها، هو تحسين الواجهة البحرية القائمة عند شاطئ الميناء والذي إنطلق بجهود رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين بدعم من برنامج الأمم المتحدة الانمائي، إضافة الى تطوير محمية جزر النخل، لأن المحمية والواجهة قادرتان على تحريك السياحة باتجاه المدينة، خصوصا إذا ما تم ربطهما بالأسواق الداخلية الأثرية، بما يتيح لطرابلس والميناء أن تعيشا في حركة سياحية متكاملة تبدأ بالبحر وتنتهي في المدينة القديمة الضاربة في عمق التاريخ، لافتين الانتباه الى أن ذلك من شأنه أن يرفع من المستوى الاجتماعي في العاصمة الثانية وأن يحد من تداعيات الأزمات القائمة فيها..

Post Author: SafirAlChamal