أخطاء غذائية في شهر رمضان

يعتقد االبعض أن الجسم يحتاج إلى الحلويات أثناء الصيام، وخاصة مع هبوط السكر في الدم بسبب امتناع الصائم عن الطعام والشراب مما يجعله يشتهى الحلويات، الا أن هذه الرغبة هي ليست متعلقة بحاجة حقيقية في الجسم وإنما تنتج كرد فعل نفسي وفيسيولوجي لهبوط السكر في الدم. وإذا امتنع الصائم عن شراء الحلويات خلال ساعات الصيام سيجد أن هذه الحاجة “للحلو” تزول بعد تناول وجبة الإفطار لأن جميع النشويات تتحلل في النهاية إلى سكريات.

ومن الأفضل الحصول على السكر عن طريق المجموعات الغذائية الطبيعية الغنية بالنشويات وليس عن طريق الحلويات المحمّلة بالدهون والسعرات الحرارية العالية والتي تشكل عبئا كبيرا على الهضم بالإضافة إلى الأضرار الصحيّة الأخرى.

والمعتقد الخاطىء ان وجبة الإفطار هي الوجبة الرئيسية في رمضان، وحقيقة الأمر هي أنه بالنسبة للجهاز الهضمي، إن وجبة الإفطار هي الفطور بينما السحور هو العشاء، أما وجبة الغذاء فهي الوجبة التي تأتي بينهما والتي يمكن تناولها ساعتين بعد وجبة الإفطار. وبهذه الطريقة المريحة للجهاز الهضمي، يتناول الصائم في الإفطار وجبة خفيفة سهلة الهضم تكون بمثابة منبه للجهاز الهضمي، ويمكن أن تتكوّن من الماء، حصة من الفواكه، سلطة، شوربة خضروات، القليل من الخبز مع الحمص أو الجبن.

أما وجبة الغذاء التي تليها، فهي “وجبة الغذاء” التي تتكون من الطبق الرئيسي، مثل السمك أو الدجاج أو اللحمة، الخضروات المطبوخة، الأرز أو البرغل أو المعكرونة. ويتميّز هذا التقسيم بالتناغم التام مع الجهاز الهضمي فيحميه من التلبك والإرباك والإعياء الناتج عن تناول وجبة رئيسية في موعد الإفطار.

وتعتبر وجبة السحور الأساسية في البرنامج الغذائي للصائم حيث أنها تساعد الجسم في تحمّل الإنقطاع عن الطعام والشراب لساعات طويلة إلى أن يحين موعد الإفطار. وينصح أن تتكوّن وجبة السحور والتي تعادل وجبة العشاء في اليوم العادي بالخبز، بيضة مسلوقة أو أجبان غير مالحة قليلة الدسم، الخضروات، كوب من الحليب أو اللبن، حصة من الفواكه، والماء. وينصح بالامتناع عن تناول الأغذية المالحة في وجبة السحور لأنها تسبب العطش فيما بعد، وكذلك الامتناع عن السكريات البسيطة مثل الحلاوة أو المربى أو العسل أو العصير لأنها ترفع من مستوى الإنسولين في الجسم مسببة شعور بالجوع الشديد فيما بعد بسبب الإنخفاض السريع في مستوى السكر في الدم.

وقد أظهرت دراسات حديثة، أن للماء دورًا أساسيًّا نحو تخفيف الوزن، إذ أنه يعمل على فرز هرمونات نورأدرينالين المساهم بشكل مباشر من نشاط الجهاز العصبي، ما يعني زيادة حرق الدهون وبالتالي التخلّص من الوزن الزائد.

وان شرب الماء المثلّج عند الإفطار يؤثر بشدة على المعدة، حيث يقلل كفاءة الهضم؛ ما يؤدّي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي يُحدث بعض الاضطرابات الهضمية، ولهذا يجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة، وأن يشربها الصائم متأنيا، وليس دفعة واحدة.

Post Author: SafirAlChamal