الحريري يستخير الله في السعودية.. ما الذي يدعوه الى التفاؤل؟… غسان ريفي

من المنتظر أن يعود الرئيس المكلف سعد الحريري من السعودية خلال الساعات المقبلة ليستأنف نشاطه السياسي تمهيدا لتشكيل الحكومة التي يبدو أنه متفاءل جدا بأن تبصر النور بعد عيد الفطر، حيت أكد أمس من المملكة أن ″لا عُقد مستعصية تعترض التأليف″.

الحريري الذي تفقد عائلته في السعودية، وأدى مناسك العمرة، من دون أن يلتقي أي مسؤول سعودي (بحسب ما أفاد) يبدو أنه إستخار الله قبل الانطلاق الجدي بالمهمة الموكلة إليه، وقد وجد في إستخارته أنه قادر على تشكيل الحكومة خلال إسبوعين، وتقديمها كهدية العيد الى اللبنانيين.

لا شك في أن العُقد التي تعترض عملية تشكيل الحكومة باتت معروفة، وهي: صراع الثنائي المسيحي، العقوبات الأميركية والخليجية المفروضة على حزب الله، الحصة السنية، الحصة الدرزية، وحصة رئيس الجمهورية، ورغم كل ذلك، يبدو أن هذه العُقد لا تربك الحريري الذي بدا من تصريحه أمس أنه قادر على إيجاد الحلول الناجعة لها.

ما الذي يدعو الحريري الى كل هذا التفاؤل؟

يرى مطلعون أن الحريري يدرك بأن أكثرية القوى السياسية تستعجل تشكيل الحكومة، وتسعى الى إطلاق عهد الرئيس ميشال عون بشكل رسمي لأسباب لها علاقة بالوضعين الاقليمي والدولي، وربما بات على قناعة بأن عون قد يبادر الى تقريب وجهات النظر بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التي يؤكد هؤلاء بأنها ستحصل على الحصة التي تطالب بها وهي أربعة وزراء، وقد يكون الوزير القواتي الرابع من حصة رئيس الجمهورية الساعي الى إطلاق عهده بأقصى سرعة ممكنة.

كما يدرك الحريري، أن العقوبات لن تشكل أي خطر على الوضع اللبناني، وهو ربما تلقى تطمينات من بعض الجهات الاقليمية والدولية في هذا الشأن، ما شجعه على الاعلان بأن حزب الله سيشارك في الحكومة بثلاثة وزراء.

ويبدو واضحا أيضا، أن حزب الله لديه مصلحة كبرى في إنجاز الحكومة وإنطلاق العهد، لترجمة الانتصار الذي حققه في الانتخابات النيابية مع حركة أمل، وهو ليس مستعدا للقيام بأي ضغط أو عرقلة من أجل تأمين مقاعد وزارية لحلفائه، حيث تشير معلومات الى أنه أبلغ كل من يدور في فلكه من الأحزاب والتيارات السياسية بأن يبادر كل منهم الى التفاوض على حصته، وهو أمر قد يريح الرئيس المكلف الى أبعد الحدود في المشاورات التي سيجريها لا سيما فيما يخص الحصة الدرزية حيث يمكن أن يصار الى تمثيل كتلة “ضمانة الجبل” بالنائب سيزار أبي خليل بدلا من طلال أرسلان الذي لن يستطيع بمفرده أن يعرقل عملية التشكيل في ظل إنكفاء حزب الله وإكتفائه مع حركة أمل بالحصة الشيعية المؤلفة من ستة وزراء.

الأمر نفسه ينسحب على الحصة السنية التي يتمسك بها الرئيس المكلف، حيث بات في حكم المؤكد بأن رئيس الجمهورية سيسمي وزيرا سنيا مقربا منه، وأن الحريري سيحصل على وزير مسيحي بدلا منه، أما الوزير السني الثاني من خارج تيار الحريري فإما أن يكون من حصة كتلة الوسط المستقل برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي التي يحق لها بوزير من دون منّة من أحد كونها تضم أربعة نواب طرابلسيين، أو أن يذهب المقعد الوزاري الى سنّة 8 آذار.

يقول مطلعون: إن من مصلحة الحريري أن يرضي ميقاتي بوزير، وهو كان عبّر عن ذلك عندما أكد خلال زيارته البروتوكولية له، بأنه خير من يمثل طرابلس والشمال علما أن ميقاتي بما يمثل من حضور سياسي وإمتداد شعبي ترجمته الانتخابات النيابية، يشكل رافعة سياسية وسنية للحريري، وقد جسّد ميقاتي ذلك في أكثر من محطة سواء في تسمية الحريري ومن ثم إعلان الوقوف الى جانبه، فضلا عن وقوفه في خط الدفاع الأول عن صلاحيات رئيس الحكومة وهيبة الموقع السني الأول في لبنان، وهو أمر يساهم اليوم في دعم مهمة الرئيس المكلف الذي يؤكد المطلعون أن ليس من مصلحته أن يضع ميقاتي في موقع الخصم.

في المقابل يخشى مراقبون من أن يكون الحريري قد أفرط بالتفاؤل، وأن ما ينتظره أصعب بكثير مما يتصور، خصوصا أن الشياطين تكمن في التفاصيل، وما أكثرها في مهمة تشكيل هذه الحكومة.

مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري أمام ثلاثة خيارات.. ومهمة الدفاع عن صلاحياته… غسان ريفي

  2. حكومة المئة وزير… غسان ريفي

  3. لقاء الحريري ميقاتي.. الكرة في ملعب الرئيس المكلف… غسان ريفي

Post Author: SafirAlChamal