بلبلة حول إقفال مسلخ طرابلس.. أين نذبح وأين البديل؟… روعة الرفاعي

كيف يمكن لدولة أن تتغاضى عن بناء ″مسلخ حضاري″ وعدت به منذ سنوات طويلة في عاصمة ثانية، وتعاقبت على هذه الوعود حكومات ورؤساء بلديات، من دون أن يتمكن أحد من تحقيق هذا الوعد؟.. سؤال يطرحه اليوم العديد من أبناء طرابلس ممن عايشوا المسلخ الحالي، وواكبوا بعض ″الترقيعات″ التي طالته في حين أنه يعاني أوضاعاً مزرية بحسب روايات التجار والعاملين فيه، خصوصا أن إتحاد بلديات الفيحاء المسؤول عن إدارته يمنع أياً كان من الدخول إليه، خوفا من التصوير ونقل المشاهد الحقيقية للمسلخ.

وفي المقابل، بات معروفاً أن لوزارة الصحة تقليداً سنوياً لجهة اتخاذ القرار باقفال مسلخ طرابلس بالشمع الأحمر لعدم مراعاته الشروط الصحية والفنية، وسنوياً يصطدم التجار وأصحاب الملاحم بمعضلة تأمين البديل عن المسلخ الحالي الذي ترى بلدية طرابلس أنه يبقى أفضل بكثير من المسالخ الخاصة أو من اللجوء الى الذبح على الطرقات، في حين يرى محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا بأنه قام بتنفيذ قرار وزارة الصحة وليس هو من أصدر القرار، أما أصحاب الملاحم فيتساءلون عن دور نقابة تجار اللحوم والتي تتقاضى الأموال منهم من دون أن يكون لها أية مساعي في سبيل تأمين مسلخ حضاري متطور يليق بمدينة طرابلس؟.

سنوياً وخلال شهر رمضان المبارك تتخذ وزارة الصحة قراراها باقفال مسلخ طرابلس، من دون أن تسعى مع الجهات المعنية الى تأمين البديل، الأمر الذي يبدو مقصودا، ويضاعف من الصعوبات التي تواجهها طرابلس..

يقول محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا: ″اقفال المسلخ أتى بقرار صادر عن وزير الصحة غسان حاصباني، وقد توجه لنا بكتاب جديد من أجل اقفاله كونه لا يتوافق مع أدنى الشروط الصحية، وقد طالبنا بعدم فتحه الا من خلال اذن مسبق من وزارة الصحة، ونحن بالطبع نتفهم ما يثار حول رفض اقفال المسلخ الذي يعد ضرورة في ظل عدم وجود البديل، كما نعلم أن اقفاله سيؤدي الى ذبح عشوائي وهذا ما لن نسمح به، وسسنتصدى له، فهناك أماكن بديلة لا تسد الحاجة لكنها موجودة، وهنا أود أن أشير الى اننا قمنا بتوقيع دفتر شروط لاجراء التحسينات اللازمة على المسلخ، وبهذا الصدد نطلب من اتحاد البلديات الاسراع في اجراء المناقصة واجراء التعديلات على المسلخ كي يتوافق والشروط المطلوبة″.

وأضاف: ″أنا أنفذ قرارات وزير الصحة لأننا نخشى من أية حالات مرضية وحينها نصبح المسؤولين بالدرجة الأولى، كما واننا نحذر أصحاب الملاحم من استغلال هذه الحالة بهدف زيادة الأسعار او اللجوء الى الذبح العشوائي لأننا سنكون لهم بالمرصاد وستصدر عقوبات قاسية بحقهم، ونحن نعلم أيضا بأن القضية صعبة في شهر رمضان المبارك لكن علينا التعاون مع رئيس اتحاد البلديات من أجل الاسراع في ايجاد الحلول بالتعاون مع وزارة الصحة″.

من جهته، يقول رئيس بلدية طرابلس رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس أحمد قمر الدين: “قرار اغلاق المسلخ قرار متسرع جداً، وبرأيي ليس صحيحاً بأن وضع المسلخ مزري كما يقولون، بل ان الذبح ضمنه يبقى أسهل نظراً لوجود الطبيب البيطري الذي يشرف على كل اللحوم، وأعتقد بأن القرار الصادر من وزارة الصحة مبني على تقرير قديم جداً، اليوم أدخلنا التحسينات على المسلخ بناء للبنود التي وضعتها الدائرة الصحية في محافظة الشمال، نحن سنتابع الموضوع مع محافظ الشمال للابقاء على المسلخ خلال شهر رمضان المبارك والذي يفي بالغرض، وأنا أستغرب السرعة في القرار سيما واننا خلال الشهر المقبل سيكون لنا فض العقود فيما خص انشاء المسلخ الجديد ضمن مجلس الانماء والاعمار فلا نعرف حقيقة سبب هذا التسرع في أخذ القرارات سيما خلال شهر رمضان المبارك″.

ويختم قمر الدين:″ نتمنى على وزارة الصحة الرجوع عن قرارها سيما واننا أعددنا كتاباً بكل الاصلاحات التي أجريناها″ .

ويرى جمال عثمان (صاحب ملحمة): ″في الأساس نحن لا نهتم لهذا المسلخ المزري والذي لا يسمح لنا بتأمين النظافة التي ننشد، هناك مسالخ خاصة تابعة للمزارع وهي أنظف بكثير ونحن نستغرب كيف ان كل هذه السنوات مرت والوعود تطلق بانشاء مسلخ جديد ولم نر شيئاً حتى الآن، حتى ان نقابتنا تتقاضى منا الأموال الطائلة ومع ذلك لا تسعى الى تأمين النظافة للمسلخ أو حتى محاولة تحسينه وتطويره، والكل يعلم بأن المسلخ يحتاج اما للتطوير واما للاقفال ولكن أحداً لم يسع الى تأمين البدائل″.

Post Author: SafirAlChamal