حكومة الحريري قبل الفطر أو بعد الأضحى… عبد الكافي الصمد

عندما أنجز رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إستشاراته النيابية من أجل تأليف حكومته المقبلة، في 28 أيار الماضي، بعدما كلفه رئيس الجمهورية ميشال بذلك، وبعدما رست الإستشارات النيابية الملزمة التي أجراها في 24 أيار الفائت في قصر بعبدا على الحريري، لم يتردد كثيرون في الإشارة إلى أن تأليف الحكومة سيكون سريعاً، حتى أكثر مما يتوقع البعض، وأنها سترى النور قريباً.

وذهب مراقبون ومتابعون وسياسيون من مختلف الإتجهات إلى أن حكومة الحريري المقبلة سترى النور قبل عيد الفطر، وأنها ستكون ″عيدية″ اللبنانيين، مستندين في ذلك إلى أن السرعة اللافتة وغير المسبوقة التي جرت بها إستشارات التكليف وإستشارات التأليف، تدل على هذا التوجّه، وأن كل الأمور منجزة، وأن التشكيلة الحكومية تنتظر وضع اللمسات الأخيرة قبل أن يتم الإعلان عنها رسمياً.

المعطيات التي استند إليها المتابعون لمسألة تأليف الحكومة بهذه السرعة غير المعتادة في السنوات الأخيرة، أي أن يتم تشكيل الحكومة خلال أقل من شهر، تتمثل في أمرين رئيسين هما: أولاً أن هناك تسوية كبرى في البلد بدأت مع إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية واستكملت مع إنجاز الإنتخابات النيابية، وأن تأليف الحكومة المقبلة هو من ضمن هذه التسوية التي يجري إستكمال فصولها.

أما الأمر الثاني فهو ان هناك مخاوف داخلية وخارجية من تطورات بعضها معروف وأخرى ليست في الحسبان، قد تسهم في “خربطة” الوضع برمته في المنطقة، وعليه فإن نصائح محلية وإقليمية وصلت إلى أسماع المسؤولين في لبنان، دعتهم إلى تأليف الحكومة سريعاً، وإمرارها بلا تأخير، وأن أي تلكؤ في تأليفها وعدم تجاوز عقبات تشكيلها، قد يجعل تأليفها لاحقاً معقداً وصعباً.

وعلى هذا الأساس أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـسفير الشمال أن الحكومة المقبلة يرجح أن تعلن قبل عيد الفطر، وأن يكون تشكيلها عيدية ستقدم للبنانيين، على أن تنال ثقة المجلس النيابي وتباشر عملها بعد العيد مباشرة.

لكن المصادر السياسية المذكورة أبدت حذرها بالمقابل من أنه في حال عدم تأليف الحكومة المقبلة قبل عيد الفطر، سيعقد تأليفها أكثر لاحقاً، وسيجعل ولادتها متعذراً قبل عيد الأضحى المقبل، وأن الصيف كله قد يمضي على لبنان وهو بإشراف حكومة تصريف الأعمال.

وتعترف المصادر أن عُقد تأليف الحكومة كثيرة وموجودة، وأبرزها عقدة التمثيل المسيحي، والخلاف الذي طفا على السطح مؤخراً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، إلى جانب عقدة التمثيل الدرزي بعد السجال بين النائبين وليد جنبلاط وطلال إرسلان، من غير إهمال عقدة تمثيل الكتلة السنّية خارج تيار المستقبل، إضافة إلى عقد أخرى تتمثل في الصراع حول الحقائب السيادية والخدماتية بين القوى السياسية.

في ضوء ذلك، تتوقع المصادر أن تتسارع إتصالات ولقاءات التأليف بعد عودة الحريري من السعودية، وأنه إذا كثّف الإتصالات والمساعي لهذه الغاية فإن ذلك يعني أنه تلقى دعماً وضوءاً أخضراً سعودياً للسير في تأليف الحكومة، أما إذا تلكأ في تأليفها وتمسك بشروط معينة قبل تأليف حكومة، ورفض تقديم أي تنازلات أو عقد تسويات أو مخارج لتأليف حكومته، فان ذلك يعني أن السعودية ترفض تأليف أي حكومة لا يكون فيها الفريق السياسي المؤيد لها موجوداً بقوة داخل الحكومة.

أي الإحتمالات هو المرجّح، وما هي الردود حول تأليف الحكومة وتوزيع حقائبها وحصصها على القوى السياسية، وكيف يمكن إرضاء الجميع في ضوء رفعهم سقف مطالبهم، وشهيتهم المرتفعة للتوزير؟ الأجوبة على هذه الأسئلة وغيرها لن يتأخر كثيراً، والأيام القليلة المقبلة ستجيب عنها بكل تأكيد.

مواضيع ذات صلة:

  1. لهذه الأسباب رفض جهاد الصّمد تسمية الحريري… عبد الكافي الصمد

  2. هكذا تُولد الحكومات: حكومة الحريري نموذجاً… عبد الكافي الصمد

  3. حكومة المئة وزير… غسان ريفي

Post Author: SafirAlChamal