لهذه الأسباب رفض جهاد الصّمد تسمية الحريري… عبد الكافي الصمد

لغط كثير أثير في الضنية خصوصاً، وخارجها، غداة عدم تسمية النائب جهاد الصمد للرئيس سعد الحريري كرئيس مكلف لتأليف الحكومة الجديدة، كان مصدره على وجه التحديد تيار المستقبل وكثير من مؤيديه، الذين شنّوا حملات ضد الصمد في أوساطهم وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، في محاولة منهم للنيل منه بعد الإنتصار الكبير الذي حققه في الإنتخابات النيابية في 6 أيار الجاري، بعدما حصد قرابة 12 ألف صوت، متصدراً قائمة النواب الفائزين في الضنية ودائرة الشمال الثانية، أمام مرشحي التيار الأزرق الذين حلّوا وراءه بفارق شاسع.

قرار الصمد لم ينبع من فراغ، ولم يكن فجائياً، بل جاء نتيجة أسباب كثيرة دفعته إلى إلى اتخاذه، من أبرزها:

أولاً: منذ إنتخابات 2005، وعلى مدى 13 عاماً، أبدى الحريري ونوابه وتياره العداء السياسي والشخصي للصمد، وشنوا عليه حملات شعواء طيلة هذه السنوات، وبذلوا كل قوتهم السياسية والمالية والإعلامية والأمنية وغيرها، من أجل منع الصمد من الفوز في إنتخابات 2005 و2009، ونجحوا في مسعاهم، لكنهم لم يتمكنوا من شطب الصمد من المعادلة السياسية، ولا إقفال بيته السياسي، وكان ذلك هدفهم الرئيسي، بعدما لم يتركوا وسيلة في سبيل ذلك إلا واستخدموها.

أسباب هذا العداء السياسي للصمد من قبل الحريري وتياره الأزرق، تعود إلى أن نائب الضنية رفض الإذعان للحريري، وأبى أن يُسلّم له قراره السياسي، وأن يخسر حريته واستقلاليته السياسية، وخصوصية الضنية وهويتها، وهو أمر رفضه الحريري، لأنه أراد الإستئثار بالتمثيل النيابي للطائفة السنّية لأسباب وظروف مختلفة، وهو احتكار قابله الصمد وسواه من السياسيين السنّة باعتراض، ما دفع الحريري وجماعته لمحاربة الصمد ومحاصرته على كل الصعد، وعدم تسهيل إمرار أي خدمة له، ومنع كل أشكال الخدمات عنه بشتى السبل، سواء في التوظيفات الإدارية والأمنية أو المشاريع الإنمائية أو رخص البناء وغيرها.

وشهدت السنوات الـ 13 الماضية محطات بلغ فيها العداء للصمد ذورته، عندما دعا الحريري الناخبين في دائرة المنية ـ الضنية خلال حملة إنتخابات 2009 إلى ″شحط″ الصمد من المنطقة، وفي الإنتخابات البلدية عام 2016 عندما كان الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري يجول من منزل إلى آخر في بلدة بخعون، كبرى بلدات الضنية ومسقط رأس الصمد، لتحريض الأهالي، ومنهم أقرباء للصمد، بهدف إسقاطه في الإنتخابات البلدية، لكن الفشل كان حليفه، وهو أمر تكرر في إنتخابات إتحاد بلديات الضنية في العام ذاته، وصولاً إلى الإنتخابات النيابية الأخيرة.

ثانياً: كان الصمد منسجماً مع نفسه ووفياً لمواقفه ولجمهوره العريض في الضنية المعارض لتيار المستقبل، عندما رفض تسمية الحريري، وزاد من تمسكه بموقفه أن الأخير لم يبادر الى فتح صفحة جديدة معه والطلب منه تسميته، على غرار ما فعل عندما تواصل مع رئيس حزب الكتائب سامي الجميل متمنياً عليه أن يسميه خلال إستشارات التكليف، وهو الأمر الذي فعله الجميل عندما سمّى الحريري.

ثالثاً: كان منطقياً أن لا يُسمّي الصمد الحريري لأنه معارض له، لكن ما لم يكن منطقياً وأثار الإستغراب والتساؤل، هو عدم تسمية النائبة الجديدة في البرلمان بولا يعقوبيان، للحريري في الإستشارات، علماً أنها مقربة من الحريري سياسياً، وقد سبق لها وعملت في تلفزيون المستقبل، وكانت أول من أجرى معه مقابلة تلفزيونية من السعودية خلال فترة إحتجازه القسري فيها. وعليه فإن الإستنكار يفترض أن يوجه إلى يعقوبيان وليس للصمد.

رابعاً: برغم كل ما سبق، فإن الصمد تعاطى مع الحريري لاحقاً من موقع مسؤول، عندما زاره مع وفد نواب التكتل الوطني المنتمي إليه، وشارك في إستشارات التأليف من باب ″الواقعية السياسية″، وهو أمر قام بمثله الحريري، فكما أن الصمد يعرف أن الحريري هو رئيس حكومة مُكلّف لا يمكن رفض التواصل معه، ولو رسمياً وبالحدّ الأدنى، فإن الحريري يدرك أن الصمد بات نائباً وسيبقى سياسياً في وجهه لمدة 4 سنوات، سواء في الضنية أو خارجها.

مواضيع ذات صلة:

  1. الضنّية تدعم الصّمد: عدم تسميته الحريري مُشرّف… عبد الكافي الصمد

  2. الصّمد يستعيد ″هوية″ الضنية.. واستياء من جهاد يوسف… عبد الكافي الصمد

Post Author: SafirAlChamal