بري ثبّت أقدامه… ماذا عن الآخرين؟… مرسال الترس

بدا واضحاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان مطمئناً للفوز بولاية سادسة بعد الانتخابات النيابية هذا الشهر، وكل تركيزه كان حول عدد الاصوات التي سيحصل عليها من دون أية معارضة فاعلة.

″دولة الاستاذ″ كان مرتاحاً لعدد الاصوات التي نالها، ومرتاحاً ايضاً لعودة نائبه السابق ايلي الفرزلي الى جواره، وهو الذي كان افتقده كثيراً وخلال اوقات شدّة في دزينة ونيّف من السنوات الماضية.

هذا في ساحة النجمة وعين التينة… فماذا لدى الآخرين؟

كل المعطيات لدى المراقبين تشير الى أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري قلق مما يخبئه له الآتي من الايام، واللافت جداً أنه وقبل أربعٍ وعشرين ساعة على إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، راح يتحدث عن رفضه للابتزاز ويعطي نفسه ( قبل صدور بيان التكليف) ثلاثة اشهر للتشكيل والا فليكن الاعتذار. وهذا ربما أول رئيس حكومة مكلّف يبدا مشوار التشكيل بالحديث عن الاعتذار بدل التأكيد على مواجهة الصعوبات. الأمر الذي يعني بوضوح أن الرئيس المكلف وبرغم حصوله على ترشيح 111 نائباً يتهيّب حجم المطالب والضغوطات التي سترافق عملية التشكيل التي لن تكون رحلة شهر عسل!

هذه الاجواء غير المتفائلة بسرعة التأليف في بيت الوسط انعكست أيضاً على أوساط عهد الرئيس العماد ميشال عون لجهة الترقب والقلق لامكانية تأخير تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات حيث تعلّق عليها الآمال بانها ستكون حكومة العهد الاولى بعكس التي جرى تاليفها بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، وما رافقها من تجاذبات!

أيضاً رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يبدو عليه الارتياح لما سيكون عليه وضع تكتله النيابي الجمهورية القوية في الحكومة الجديدة، قياساً على ما بنى عليه من آمال وردية بعد النتائج الباهرة حسب اعتقاده من الانتخابات النيابية. وذلك بعد ان وصلته اكثر من رسالة عادية أو مشفّرة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حول حجم كتلته في الحكومة او الوزارات التي ستنسد اليه، ناهيك عن مزاحمته على موقع نائب رئيس الحكومة استكمالاً لما حصل مع النائب في كتلته فادي سعد من خلال موقع أمين سر في مجلس النواب خلفاً لرفيقه الحزبي النائب السابق انطوان زهرة!

حزب الله والى جانبه حركة أمل ينتظران ما سيطرحه الرئيس المكلف لجهة الفيتوات المعلنة والسرية إن لجهة حجم حصته أو لجهة من ستؤول اليه وزارة المال!

النواب السنّة الذين فازوا بالانتخابات بعيداً عن تيار المستقبل سيبقون مشدودي الاعصاب لحين صدور التشكيلة الوزارية لمعرفة حجم تمثيلهم فيها، خصوصاً وأن المؤشرات الصادرة عن الحريري لا توحي كثيراً بالارتياح لذلك التمثيل الذي يتمنى أن لا يحصل!

بدوره التكتل الوطني يترقب بحذر ما سيحصل عليه من مقاعد وزارية، خصوصاً وأن بعض الجهات في السلطة تسعى لأن تنأى به الى وزارات ثانوية، بعيداً عن الوزارات الاساسية كوزارة الاشغال التي كانت بعهدة ممثل تيار المرده يوسف فنيانوس أو الصحة أو ما شابههما!

ومع كل تلك المعطيات وما سيرافقها من مطبات لا يبدو، وفق العديد من المتابعين، أن عملية التأليف ستكون ميسّرة بالسرعة التي حصلت فيها الاستشارات والتكليف.     

Post Author: SafirAlChamal